السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
258 [ ص: 329 ] (باب منه) وذكره النووي في الباب المتقدم

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 7 ج3 المطبعة المصرية

[عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ما كذب الفؤاد ما رأى ولقد رآه نزلة أخرى قال: رآه بفؤاده مرتين .


(الشرح)

هذا الذي قاله ابن عباس.

معناه: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى مرتين، في هاتين الآيتين. وسيأتي اختلاف العلماء في المراد بالآيتين، وأن الرؤية عند من أثبتها "بالفؤاد أم بالعين؟".

قال الواحدي: قال المفسرون: هذا إخبار عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل ليلة الإسراء.

قال ابن عباس، وأبو ذر، وإبراهيم التيمي: رآه بقلبه. قال: وعلى هذا: رأى ربه بقلبه رؤية صحيحة، وأن الله جعل بصره في فؤاده، أو خلق لفؤاده بصره، حتى رأى ربه رؤية صحيحة. كما يرى بالعين.

قال: وقد ذهب جماعة من المفسرين إلى أنه رآه بعينيه، وهو قول أنس، وعكرمة، والحسن، والربيع.

قال المبرد: معنى الآية: أن الفؤاد رأى شيئا فصدق فيه، وما كذب الفؤاد مرئيه.

[ ص: 330 ] وقرئ "كذب"، بالتشديد. أي: أنه رأى شيئا فقبله، انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية