السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3088 [ ص: 154 ] باب منه

وهو في النووي في: (باب ترك الوصية.. إلخ ) . وقد تقدم.

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص89 ج11 المطبعة المصرية

[عن الأسود بن يزيد، قال: ذكروا عند عائشة: أن عليا كان وصيا، فقالت: متى أوصى إليه ؟ فقد كنت مسندته إلى صدري "أو قالت: حجري" فدعا بالطست. فلقد انخنث في حجري، وما شعرت: أنه مات. فمتى أوصى إليه ؟ ].


(الشرح)

(عن الأسود بن يزيد، قال: ذكروا عند عائشة ) ، رضي الله عنها: (أن عليا ) رضي الله عنه، (كان وصيا، فقالت: متى أوصى إليه ؟ فقد كنت مسندته إلى صدري "أو قالت: حجري"، فدعا بالطست. فلقد انخنث في حجري (أي: مال وسقط.

(وما شعرت: أنه مات. فمتى أوصى إليه ؟ ) أي: إلى علي "كرم الله وجهه"، أو إلى غيره. بخلاف ما يزعمه الشيعة.

[ ص: 155 ] وفي البخاري: "عن عمر، قال: مات رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"، ولم يستخلف".

وعن علي (لما ظهر يوم الجمل ) ، قال: "يا أيها الناس! إن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"، لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئا... الحديث".

قال القرطبي: كانت الشيعة قد وضعوا أحاديث، في أن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" أوصى بالخلافة لعلي، فرد ذلك جماعة من الصحابة، وكذا من بعدهم؛

فمن ذلك: ما استدلت به عائشة، يعني: حديث الباب.

ومن ذلك: أن عليا لم يدع ذلك لنفسه، ولا بعد أن ولي الخلافة. ولا ذكره لأحد من الصحابة يوم السقيفة. وهؤلاء ينتقصون عليا من حيث قصدوا تعظيمه، لأنهم نسبوه مع شجاعته العظمى وصلابته: إلى المداهنة والتقليد، والإعراض عن طلب حقه مع قدرته على ذلك. انتهى.

قال النووي: وأما الأرض التي كانت له "صلى الله عليه وآله وسلم" "بخيبر، وفدك" فقد سبلها "صلى الله عليه وآله وسلم" في حياته، ونجز الصدقة بها على المسلمين. وأما الأحاديث الصحيحة، في [ ص: 156 ] وصيته "صلى الله عليه وآله وسلم": بكتاب الله، ووصيته بأهل بيته، ووصيته بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وبإجازة الوفد: فليست مرادة بقوله: "لم يوص". إنما المراد به: ما قدمناه. وهو مقصود السائل عن الوصية. فلا مناقضة بين الأحاديث. انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية