السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3108 باب النهي عن الحلف بالطواغي

وذكره النووي في الباب السابق.

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 108 ج 11 المطبعة المصرية

[ (عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحلفوا بالطواغي، ولا بآبائكم" ) ].


(الشرح)

قال أهل اللغة والغريب : " الطواغي" هي الأصنام. واحدها : " طاغية". ومنه : هذه طاغية دوس. أي : صنمهم ومعبودهم. سمي باسم المصدر : لطغيان الكفار بعبادته. لأنه سبب طغيانهم وكفرهم. وكل ما جاوز الحد في تعظيم أو غيره : فقد طغى.

[ ص: 238 ] فالطغيان : المجاوزة للحد. ومنه : قوله تعالى: لما طغى الماء أي : جاوز الحد.

وقيل : يجوز أن يكون المراد بها هنا : من طغى من الكفار ، وجاوز القدر المعتاد في الشر. وهم عظماؤهم.

وروي هذا الحديث في غير مسلم ، بلفظ : "لا تحلفوا بالطواغيت". وهو جمع : "طاغوت ". وهو الصنم. ويطلق على " الشيطان " أيضا. ويكون الطاغوت واحدا وجمعا ، مذكرا ، ومؤنثا. قال تعالى : والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها . وقال : يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به .

والكلام على هذا الحديث : كالكلام على الحديثين السابقين ، في النهي عن الحلف بغير الله تعالى.

وقد ورد في حديث أبي هريرة ، عند النسائي يرفعه : "لا تحلفوا إلا بالله ، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون".

التالي السابق


الخدمات العلمية