السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
308 [ ص: 407 ] (باب ما نفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا طالب)

وقال النووي "باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب، والتخفيف عنه بسببه.

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 84 ج 3 المطبعة المصرية

[عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك، قال: نعم؛ هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ].


(الشرح)

(عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله! هل نفعت "أبا طالب" بشيء؟ إنه كان يحوطك) بفتح الياء، وضم الحاء.

قال أهل اللغة "حاطه يحوطه" حوطا وحياطة؛ إذا صانه وحفظه، وذب عنه، وتوفر على مصالحه).

"ويغضب لك" على أعدائك، ويحميك "منهم" ).

"قال" صلى الله عليه وسلم: "نعم؛ هو في ضحضاح من نار": وهو مارق من الماء على وجه الأرض إلى "نحو الكعبين". واستعير في النار.

[ ص: 408 ] "ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار". "الدرك" فيه لغتان مشهورتان فصيحتان؛ "فتح الراء، وإسكانها"، جمعهما "أدراك".

قاله الفراء.

قال الزجاج: إلا أن الاختيار "فتح الراء"؛ لأنه أكثر في الاستعمال.

وقال أبو حاتم "أدراك"، بفتح الراء. "وأدرك" جمع "درك" بالإسكان "والدرك الأسفل"، معناه عند جميع أهل اللغة والمعاني، والغريب، وجماهير المفسرين "قعر جهنم، وأقصى أسفلها".

قالوا: ولجهنم "أدراك"، فكل طبقة من أطباقها تسمى "دركا".

"وفيه"، أن الكفار متفاوتون في أنواع العذاب. وبعضهم أهون عذابا من بعض.

التالي السابق


الخدمات العلمية