السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3177 [ ص: 286 ] باب إثم من سن القتل

وقال النووي : ( باب بيان إثم من... إلخ ) .

وقال في المنتقى : ( باب ما جاء في توبة القاتل ، والتشديد في القتل )

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 166 ج11 المطبعة المصرية

عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما، إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها. لأنه كان أول من سن القتل ".]


(الشرح)

(عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه : (قال : قال رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم : "لا تقتل نفس ظلما ، إلا كان على ابن آدم الأول " ) هو "قابيل " عند الأكثر.

وعكس القاضي جمال الدين بن واصل ، في تاريخه ، فقال : اسم المقتول : " قابيل " اشتق من قبول قربانه.

وقيل : اسمه " قابن".

وقيل : " قبن ".

وعن الحسن : لم يكن هو وأخوه المقتول ، من صلب آدم. وإنما كانا من بني إسرائيل.

[ ص: 287 ] وعن مجاهد : أنهما كانا ولدي آدم لصلبه. وهذا هو المشهور. وهو الظاهر من حديث الباب ، لقوله : " الأول ". أي : أول من ولد لآدم.

ويقال : إنه لم يولد لآدم في الجنة غيره. وغير توأمته. ومن ثم فخر على أخيه " هابيل ، فقال : نحن من أولاد الجنة. وأنتم من أولاد الأرض. ذكر ذلك ابن إسحاق في المبتدإ.

(كفل من دمها (بكسر الكاف : الجزء والنصيب. وقال الخليل : هو الضعف.

وفي النيل : أكثر ما يطلق على " الأجر". كقوله تعالى : كفلين من رحمته . ويطلق على " الإثم" . كقوله تعالى : ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها .

لأنه كان أول من سن القتل (.

فيه : دليل على أن من سن شيئا كتب له ، أو عليه. وهو أصل في أن المعونة على ما لا يحل حرام. وقد أخرج مسلم ، من حديث جرير : " من سن في الإسلام سنة حسنة ، كان له أجرها ، وأجر من عمل بها ، إلى يوم القيامة. ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ، ووزر من عمل بها ، إلى يوم القيامة ". قال في النيل : وهو محمول على من لم يتب من ذلك الذنب. انتهى.

[ ص: 288 ] قال النووي : هذا الحديث من قواعد الإسلام. وهو أن كل من ابتدع شيئا من الشر ، كان عليه مثل وزر كل من اقتدى به في ذلك العمل ، مثل عمله إلى يوم القيامة. ومثله من ابتدع شيئا من الخير ، كان له مثل أجر كل من يعمل به إلى يوم القيامة. وهو موافق للحديث الصحيح : " من سن سنة... إلخ " ، وللحديث الصحيح : " من دل على الخير ، فله مثل أجر فاعله ) ، وللحديث الصحيح : " ما من داع يدعو إلى هدى ، وما من داع يدعو إلى ضلالة ". والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية