السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
327 [ ص: 421 ] (باب في قوله عز وجل لآدم: "أخرج بعث النار من كل ألف، تسعمائة وتسعة وتسعين" )

وترجمه النووي مما تقدم ولم يزد.

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 97 98 جـ3 المطبعة المصرية

[عن أبي سعيد ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين، قال: فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد قال: فاشتد عليهم، قالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ فقال: أبشروا؛ فإن من يأجوج ومأجوج ألفا، ومنكم رجل، قال: ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة، فحمدنا الله وكبرنا، ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فحمدنا الله وكبرنا، ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالرقمة في ذراع الحمار .


[ ص: 422 ] (الشرح)

(عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: يا آدم. فيقول: لبيك، وسعديك، والخير في يديك).

قال النووي: معنى "يديك" عندك. انتهى.

وهذا تأويل منه "رحمه الله تعالى"، تأباه الأدلة الواضحة الواردة في هذا الباب بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء .

"قال: يقول أخرج بعث النار"؛ أي: المبعوث الموجه إليها.

ومعناه: ميز أهل النار من غيرهم. قال تعالى: وامتازوا اليوم أيها المجرمون .

قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف "تسعمائة وتسعة وتسعين" وهذا موضع ترجمة الباب.

(قال: "فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد".

معناه: موافقة الآية في قوله تعالى:

إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت [ ص: 423 ] إلى آخرها. وقوله تعالى: يوما يجعل الولدان شيبا .

وقد اختلف أهل العلم في وقت وضع هذا "الحمل"، فقيل: عند زلزلة الساعة، قبل خروجهم من الدنيا. وقيل: هو في القيامة.

فعلى الأول: هو على ظاهره، وعلى الثاني يكون مجازا؛ لأن القيامة ليس فيها حمل ولا وضع ولا ولادة.

وتقديره: ينتهي به الأهوال والشدائد، إلى أنه لو تصورت الحوامل هناك، لوضعن أحمالهن. كما تقول العرب: أصابنا أمر يشيب منه الوليد، يريدون "شدته".

(قال: فاشتد ذلك عليهم. قالوا: يا رسول الله! "أنا ذلك" الرجل؟ فقال: "أبشروا. فإن "من" يأجوج ومأجوج" "ألفا" ومنكم رجل" ) أصله: من "أجيج النار" وهو صوتها، وشررها، شبهوا به لكثرتهم وشدتهم، واضطراب بعضهم في بعض. وحيث هم من أهل النار؛ اشتق لهم اسم مما أصله من النار.

[ ص: 424 ] قال وهب ومقاتل: هم من ولد "يافث بن نوح".

وقال الضحاك: هم "جيل من الترك".

وقال كعب: بادرة من ولد آدم من غير حواء، قال: وذلك أن آدم احتلم، فامتزجت نطفه بالتراب؛ فخلق الله منها "يأجوج ومأجوج" وهذا يحتاج إلى دليل.

"قال: ثم قال" رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده! إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة"، فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال: "والذي نفسي بيده! إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال: "والذي نفسي بيده! إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة" إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة. بفتح الراء وإسكان القاف "في ذراع الحمار".

قال أهل اللغة: الرقمتان في الحمار، هما: "الأثران" في باطن عضديه.

وقيل: هي الدائرة في ذراعيه. وقيل: هي: "الهنة" في ذراع الدابة والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية