السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3521 باب : إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف

وقال النووي : ( باب ثبوت الجنة للشهيد ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 46 ج 13 المطبعة المصرية

وعن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ، قال : سمعت أبي ، وهو بحضرة العدو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف ".

فقام رجل رث الهيئة، فقال: يا أبا موسى ! آنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال: نعم قال فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام. ثم كسر جفن سيفه فألقاه . ثم مشى بسيفه إلى العدو، فضرب به حتى قتل.]

[ ص: 455 ] (الشرح)

(عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ، قال : سمعت أبي ، وهو بحضرة العدو ) بفتح الحاء ، وضمها ، وكسرها ، ثلاث لغات. ويقال أيضا "بحضر " بفتح الحاء والضاد ، بحذف الهاء.

يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف " ) .

قال أهل العلم : معناه : أن الجهاد ، وحضور معركة القتال : طريق إلى الجنة ، وسبب لدخولها.

" والظلال " : جمع ظل. وإذا تدانى الخصمان : صار كل واحد منهما تحت ظل سيف صاحبه ، لحرصه على رفعه عليه. ولا يكون ذلك إلا عند التحام القتال.

قال القرطبي : وهو من الكلام النفيس ، الجامع الموجز ، المشتمل على ضروب من البلاغة ، مع الوجازة وعذوبة اللفظ. فإنه أفاد : الحض على الجهاد ، والإخبار بالثواب عليه ، والحض على مقاربة العدو ، واستعمال السيوف ، والاجتماع حين الزحف ، حتى تصير السيوف تظل المقاتلين.

وقال ابن الجوزي : إن الجنة تحصل بالجهاد.

وفي رواية عند أحمد والبخاري : " إن الجنة تحت ظلال السيوف " بدون لفظ : " أبواب".

[ ص: 456 ] (فقام رجل رث الهيئة ، فقال : يا أبا موسى ! آنت سمعت رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم يقول هذا ؟ قال : نعم. قال : فرجع إلى أصحابه فقال : أقرأ عليكم السلام. ثم كسر جفن سيفه ) بفتح الجيم وإسكان الفاء ، وبالنون. وهو " غمده " (فألقاه. ثم مشى بسيفه إلى العدو ، فضرب به حتى قتل (.

فيه : جواز التعرض للشهادة. قال النووي : وهو جائز بلا كراهة ، عند جماهير العلماء. وفي حديث جابر عند مسلم ؛ يقول : " قال رجل : أين أنا يا رسول الله ! إن قتلت ؟ قال : في " الجنة ، فألقى تمرات كن في يده ، ثم قاتل حتى قتل ) .

وفيه : جواز الانغمار في الكفار ، والتعرض للقتل في سبيل الله. وثبوت الجنة للشهيد. والمبادرة بالخير ، وأنه لا يشتغل عنه بحظوظ النفس.

وفي قصة " عمير بن الحمام " عند مسلم : " فأخرج تمرات من قرنه ، أي : جعبة النشاب. " فجعل يأكل منه. ثم قال : لئن أنا حييت ، حتى آكل تمراتي هذه ، إنها لحياة طويلة. قال. فرمى بما كان معه من التمر ، ثم قاتلهم حتى قتل ".

التالي السابق


الخدمات العلمية