السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3496 [ ص: 463 ] باب رفع درجات العبد بالجهاد

وقال النووي : ( باب ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة، من الدرجات) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 28 جـ 13 المطبعة المصرية

[عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن أبي سعيد الخدري ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا سعيد ! من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا: وجبت له الجنة" فعجب لها أبو سعيد ؛ فقال: أعدها علي يا رسول الله! ففعل. ثم قال: "وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة. ما بين كل درجتين: كما بين السماء والأرض" قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: "الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله" .]
(الشرح)

قال عياض : يحتمل أن هذا على ظاهره. وأن الدرجات هنا: المنازل التي بعضها أرفع من بعض في الظاهر. وهذه صفة منازل الجنة، كما جاء في أهل الغرف أنهم يتراءون كالكوكب الدري.

[ ص: 464 ] قال: ويحتمل أن المراد: " الرفعة " بالمعنى، من كثرة النعيم وعظيم الإحسان، مما لم يخطر على قلب بشر ولا يصفه مخلوق. وأن أنواع ما أنعم الله به عليه " من البر والكرامة ": يتفاضل تفاضلا كثيرا. ويكون تباعده في الفضل، كما بين السماء والأرض في البعد. قال عياض : والاحتمال الأول أظهر. قال النووي : وهو كما قال. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية