السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3507 باب: من قتل كافرا ثم سدد لم يدخل النار

ومثله في النووي ، إلى قوله: " سدد " فقط.

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 37 جـ 13 المطبعة المصرية

[ (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه؛ (قال قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم "لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر" . قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: "مؤمن قتل كافرا ثم سدد" ) .

[ ص: 528 ] وفي رواية: " لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا " ].


(الشرح)

قال عياض : الحديث يدل على أنه اجتماع مخصوص. قال: وهو مشكل المعنى. وأوجه ما فيه: أن يكون معناه: أنهما لا يجتمعان في وقت - إن استحق العقاب - فيضره بدخوله معه، وأنه لم ينفعه إيمانه وقتله إياه. وقد جاء مثل هذا في بعض الحديث.

لكن قوله في هذا الحديث: " مؤمن قتل كافرا ثم سدد ": مشكل؛ لأن المؤمن إذا سدد " يعني استقام على الطريقة المثلى، ولم يخلط ": لم يدخل النار أصلا، سواء قتل كافرا أو لم يقتله.

قال: ووجهه عندي: أن يكون قوله "ثم سدد ": عائدا على الكافر القاتل. ويكون بمعنى الحديث السابق: " يضحك الله لرجلين إلخ " ورأى بعضهم: أن هذا اللفظ تغيير من بعض الرواة. وأن صوابه: "مؤمن قتله كافر، ثم سدد ". ويكون المعنى: "لا يدخلانها للعقاب ". ويكون هذا استثناء من اجتماع الورود، وتخاصمهم على جسر جهنم. انتهى.

وقال في معنى الرواية الثانية: يحتمل: أن هذا مختص بمن قتل كافرا في الجهاد، فيكون ذلك مكفرا لذنوبه، حتى لا يعاقب عليها.

أو يكون بنية مخصوصة. أو حالة مخصوصة.

ويحتمل: أن يكون عقابه - إن عوقب -: بغير النار؛ كالحبس [ ص: 529 ] في الأعراف عن دخول الجنة أولا. ولا يدخل النار. أو يكون - إن عوقب بها -: في غير موضع عقاب الكفار. ولا يجتمعان في إدراكها. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية