السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3541 باب في قوله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة

وقال النووي : ( باب فضل الرمي والحث عليه، وذم من علمه ثم نسيه) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 64 جـ 13 المطبعة المصرية

[ (عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم وهو على المنبر يقول: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة [ ص: 532 ] ألا إن القوة الرمي . ألا إن القوة الرمي . ألا إن القوة الرمي ") ]. قالها ثلاثا.


(الشرح)

وهذا تصريح بتفسيرها، ورد لما يحكيه المفسرون من الأقوال، سوى هذا.

وفيه: فضيلة الرمي والمناضلة، والاعتناء بذلك، بنية الجهاد في سبيل الله تعالى. وكذلك المشاجعة، وسائر أنواع استعمال السلاح. وكذا المسابقة بالخيل وغيرها.

والمراد بهذا كله: التمرن على القتال، والتدرب، والتحذق فيه، ورياضة الأعضاء بذلك. قاله النووي .

قال القرطبي: إنما فسر القوة بالرمي - وإن كانت القوة تظهر بإعداد غيره من آلات الحرب - لكون الرمي أشد نكاية في العدو، وأسهل مؤونة. لأنه قد يرمي رأس الكتيبة فيصاب، فينهزم من خلفه. انتهى.

قال في النيل: وكرر ذلك، للترغيب في تعلمه، وإعداد آلاته.

وفيه: دليل على مشروعية الاشتغال بتعلم آلات الجهاد، والتمرن [ ص: 533 ] فيها، والعناية في إعدادها، ليتمرن بذلك على الجهاد، ويتدرب فيه، ويروض أعضاءه. انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية