السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3479 باب: الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

وقال النووي : ( باب فضيلة الخيل. وأن الخير معقود بنواصيها) .

وهو في المنتقى في: (باب: أن الجهاد فرض كفاية إلخ) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 17 جـ 13 المطبعة المصرية

[عن جرير بن عبد الله ؛ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرس بإصبعه، وهو يقول: الخيل معقود بنواصيها الخير، إلى يوم القيامة: الأجر والغنيمة ] .


(الشرح)

(عن جرير بن عبد الله) رضي الله عنه: (قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم يلوي ناصية فرس بإصبعه) .

[ ص: 538 ] المراد بالناصية هنا: الشعر المسترسل على الجبهة.

قال عياض : فيه استحباب خدمة الرجل فرسه، المعدة للجهاد.

(وهو يقول: الخيل معقود بنواصيها الخير، إلى يوم القيامة) المراد بها: المتخذة للغزو، بأن يقاتل عليها، أو ترتبط لأجل ذلك.

وعند أحمد، في حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا: " الخيل في نواصيها الخير معقودة أبدا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله، وأنفق عليها احتسابا: كان شبعها وجوعها، وريها وظمؤها، وأرواثها وأبوالها: فلاحا في موازينه يوم القيامة " .

كنى " بالناصية ": عن جميع ذات الفرس. يقال: فلان مبارك الناصية. أو الغرة: أي الذات. ويبعده قوله: " يلوي ناصية فرس إلخ " فيحتمل أن تكون خصت بذلك، لكونها المقدم منها، إشارة إلى أن الفضل في الإقدام بها على العدو، دون المؤخر، لما فيه من الإشارة إلى الإدبار.

وفي رواية: " معقوص ". وهما بمعنى. ومعناه: ملوي مضفور فيها.

(الأجر والغنيمة) بدل من قوله: " الخير ". أو هو خبر مبتدأ محذوف. أي: هو الأجر والغنيمة.

قال الطيبي: يحتمل أن يكون الخير " الذي فسر بالأجر والمغنم ": استعارة لظهوره وملازمته. وخص الناصية: لرفعة قدرها. فكأنه شبهه [ ص: 539 ] - لظهوره -: بشيء محسوس، معقود على ما كان مرتفعا. فنسب إلى الخير لازم المشبه به) . وذكر الناصية، تجريد للاستعارة. قاله الخطابي وغيره.

وقالوا: فيه استحباب رباط الخيل، واقتنائها، للغزو وقتال أعداء الله. وأن فضلها وخيرها والجهاد: باق إلى يوم القيامة.

قال النووي : وأما الحديث الآخر: "الشؤم قد يكون في الفرس" فالمراد به: غير الخيل المعدة للغزو ونحوه. أو أن الخير والشؤم يجتمعان فيها، فإنه فسر الخير بالأجر والمغنم، ولا يمتنع مع هذا، أن يكون الفرس مما يتشاءم به.

التالي السابق


الخدمات العلمية