السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3483 باب كراهية الشكال في الخيل

وقال النووي : ( باب ما يكره من صفات الخيل) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 18 جـ 13 المطبعة المصرية

[ (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه؛ (قال : كان رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم يكره الشكال من الخيل ") ] .


[ ص: 541 ] (الشرح)

قال أهل العلم: إنما كرهه؛ لأنه على صورة المشكول.

وقيل: يحتمل أن يكون قد جرب ذلك الجنس، فلم يكن فيه نجابة .

قال بعض العلماء: إذا كان مع ذلك أغر، زالت الكراهة، لزوال شبه الشكال.

وفي رواية أخرى: " والشكال: أن يكون الفرس، في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى". قال النووي : هذا التفسير، أحد الأقوال في الشكال. وقال أبو عبيد، وجمهور أهل اللغة والغريب: هو أن يكون منه ثلاث قوائم محجلة، وواحدة مطلقة، تشبيها بالشكال الذي تشكل به الخيل. فإنه يكون في ثلاث قوائم غالبا. قال أبو عبيد: وقد يكون الشكال ثلاث قوائم مطلقة، وواحدة محجلة. قال: ولا تكون المطلقة من الأرجل، أو المحجلة: إلا الرجل.

[ ص: 542 ] وقال ابن دريد: " الشكال ": أن يكون محجلا من شق واحد في يده ورجله. فإن كان مخالفا، قيل: الشكال مخالف. قال عياض : قال أبو عمرو المطرز: قيل " الشكال " بياض الرجل اليمنى، واليد اليمنى.

وقيل: بياض الرجل اليسرى، واليد اليسرى.

وقيل: بياض اليدين. وقيل: بياض الرجلين. وقيل: بياض الرجلين، ويد واحدة.

وقيل: بياض اليدين، ورجل واحدة..

وفي حديث أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم: قال: (خير الخيل: الأدهم الأقرح الأرثم . ثم الأقرح المحجل طلق اليمين. فإن لم يكن أدهم، فكميت على هذه الشية ". رواه أحمد، وابن ماجه، والترمذي وصححه.

[ ص: 543 ] وفي حديث ابن عباس يرفعه: " يمن الخيل في شقرها ". رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي.

وفي حديث أبي وهب الجشمي مرفوعا: (" عليكم بكل كميت أغر محجل. أو أشقر أغر محجل. أو أدهم أغر محجل") رواه أحمد، والنسائي، وأبو داود.

قلت: " الأقرح " هو الذي في جبهته " قرحة ". وهي بياض يسير في وسطها.

" والأرثم"، هو الذي في شفته العليا بياض.

"وطلق اليمين" بضم الطاء واللام، أي غير محجلها.

" وكميت"، هو الذي لونه أحمر، يخالطه سواد. ويقال: هو أشد الخيل جلودا، وأصلبها حوافر.

وهذه الأحاديث: تدل على أن أفضل الخيل: " الأدهم"، المتصف بتلك الصفات. ثم الكميت. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية