السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3285 [ ص: 633 ] باب قطع نخيل العدو، وتحريقها

وقال النووي : ( باب جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 50 - 51 جـ 12 المطبعة المصرية

[ عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير ، وحرق. ولها يقول حسان :

وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير

وفي ذلك نزلت: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها الآية
".


(الشرح)

(عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم قطع نخل بني النضير، وحرق) بتشديد الراء.

وفيه: جواز قطع شجر الكفار وإحراقه. وبه قال مالك، والثوري، وأبو حنيفة، و الشافعي ، وأحمد، وإسحاق، والجمهور.

وقال أبو بكر الصديق، والليث بن سعد، والأوزاعي، وأبو ثور: لا يجوز. والحق هو الأول.

[ ص: 634 ] (ولها يقول حسان ) بن ثابت رضي الله عنه:


(وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير)

"سراة " بفتح السين وتخفيف الراء: جمع "سري"، وهو الرئيس. "ولؤي"، بضم اللام وفتح الهمزة: هو أحد أجداد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وبنوه: هم قريش.

أراد حسان: تعيير مشركي قريش، بما وقع في حلفائهم من بني النضير.

" والبويرة " بضم الباء: هي موضع نخل بني النضير. تصغير "بورة " وهي الحفرة. وهي هنا: مكان معروف بين الحديبية وتيماء. وهي من جهة قبلة مسجد قباء، إلى جهة الغرب. ويقال لها أيضا: "البويلة". باللام بدل الراء.

(وفي ذلك نزلت: ما قطعتم من لينة أو تركتموها ... الآية ") . وهي: قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين .

قال السهيلي: في تخصيص اللينة بالذكر: إيماء إلى أن الذي يجوز [ ص: 635 ] قطعه من شجر العدو، هو ما لا يكون معدا للاقتيات. لأنهم كانوا يقتاتون العجوة والبرني، دون اللينة. وكذا ترجم البخاري في التفسير فقال: " من لينة: نخلة، ما لم تكن برنية أو عجوة ". وقيل: " اللينة ": الأقل.

وفي معالم التنزيل: " اللينة"،: فعلة، من اللون. وتجمع على: " ألوان ".

وقيل: من اللين. ومعناه " النخلة الكريمة ". وجمعها: " ليان ". وقال في القاموس: إنها الدقل من النخل.

وقال النووي : " اللينة المذكورة في القرآن " هي أنواع التمر كلها؛ إلا العجوة. وقيل: كرام النخل. وقيل: كل النخل. وقيل: كل الأشجار، للينها.

قال: وإن أنواع نخل المدينة: مائة وعشرون نوعا. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية