السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3311 باب إجلاء اليهود من المدينة

وقال النووي : (باب إجلاء اليهود من الحجاز) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 90 ج 12 المطبعة المصرية

[عن أبي هريرة، أنه قال: بينا نحن في المسجد، إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "انطلقوا إلى يهود" فخرجنا معه، حتى جئناهم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداهم، فقال: يا معشر يهود! أسلموا تسلموا".

فقالوا: قد بلغت. يا أبا القاسم! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك أريد. أسلموا تسلموا". فقالوا: قد بلغت. يا أبا القاسم! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك أريد". فقال لهم الثالثة. فقال: "اعلموا أنما الأرض لله ورسوله، وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض. [ ص: 67 ] فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه. وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله
] .


(الشرح)

(عن أبي هريرة) رضي الله عنه : (أنه قال : بينا نحن في المسجد ، إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ، فقال : " انطلقوا إلى يهود " فخرجنا معه ، حتى جئناهم . فقام رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم فناداهم ; فقال : " يا معشر اليهود) ! أسلموا تسلموا" . فقالوا : قد بلغت . يا أبا القاسم ! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم : "ذلك أريد. أسلموا تسلموا " . فقالوا : قد بلغت . يا أبا القاسم ! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ذلك أريد ") . معناه : أريد أن تعترفوا أني بلغت .

وفي هذا الحديث : استحباب تجنيس الكلام . وهو من بديع الكلام وأنواع الفصاحة .

(فقال لهم الثالثة . فقال : اعلموا أنما الأرض لله ورسوله) . معناه : ملكها والحكم فيها .

وإنما قال لهم هذا ، لأنهم حاربوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ; كما ذكره " ابن عمر " ، في رواية ذكرها مسلم بعد هذه ، في صحيحه .

[ ص: 68 ] (وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض . فمن وجد منكم بماله شيئا ، فليبعه . وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله) صلى الله عليه وآله وسلم .

قال ابن عمر : إن يهود بني النضير ، حاربوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأجلى بني النضير وأقر قريظة ، ومن عليهم . حتى حاربت قريظة بعد ذلك ، فقتل رجالهم . وقسم نساءهم وأولادهم بين المسلمين ، إلا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأمنهم وأسلموا . وأجلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهود المدينة كلهم ; بني قينقاع " وهم قوم عبد الله بن سلام ". ويهود بني حارثة . وكل يهودي كان بالمدينة . رواه مسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية