السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3358 [ ص: 122 ] باب: قتل أبي جهل

ومثله في النووي .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 159 - 160 ج 12 المطبعة المصرية

[ عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ينظر لنا ما صنع أبو جهل؟" فانطلق ابن مسعود، فوجده قد ضربه ابنا عفراء، حتى برك. قال: فأخذ بلحيته فقال: آنت أبو جهل. فقال: وهل فوق رجل قتلتموه؟ (أو قال: قتله قومه؟)

قال: وقال أبو مجلز: قال أبو جهل: فلو غير أكار قتلني!]
.


(الشرح)

(عن أنس بن مالك) " رضي الله عنه " ; (قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم : " من ينظر لنا ما صنع أبو جهل ؟ ") .

سبب السؤال عنه : أن يعرف أنه مات ، ليستبشر المسلمون بذلك ، وينكف شره عنهم .

(فانطلق ابن مسعود ، فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برك) .

هكذا هو في بعض النسخ : بالكاف . وفي بعضها : " برد " بالدال . فمعناه بالكاف : سقط إلى الأرض . وبالدال : مات . يقال : " برد " إذا مات .

[ ص: 123 ] قال عياض : رواية الجمهور : " برد " . ورواه بعضهم بالكاف . والأول هو المعروف .

قال النووي : واختار جماعة محققون : الكاف . وأن ابني عفراء تركاه عفيرا. (قال : فأخذ بلحيته ، فقال : آنت أبو جهل ؟) . بهذا كلم ابن مسعود ، كما ذكره مسلم . وله معه كلام آخر كثير ، مذكور في غير مسلم . وابن مسعود هو الذي أجهز عليه واحتز رأسه .

(قال : وهل فوق رجل قتلتموه ؟) أي : لا عار علي في قتلكم إياي .

(أو قال : قتله قومه ؟) .

(قال : وقال أبو مجلز : قال أبو جهل : فلو غير أكار قتلني !) .

" الأكار" : الزراع والفلاح . وهو عند العرب : ناقص . وأشار أبو جهل إلى ابني عفراء اللذين قتلاه . وهما من الأنصار ، وهم أصحاب زرع ونخيل . ومعناه : لو كان الذي قتلني غير أكار ، لكان أحب إلي وأعظم لشأني . ولم يكن علي نقص في ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية