السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3432 باب: الأمر بالصبر عند الأثرة

وقال النووي : ( باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة، واستئثارهم) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص235 ج12 المطبعة المصرية

[عن أسيد بن حضير ; أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ فقال: "إنكم ستلقون بعدي أثرة. فاصبروا، حتى تلقوني على الحوض" ] .


(الشرح)

( عن أسيد بن حضير ) رضي الله عنه: ( أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ألا تستعملني كما [ ص: 340 ] استعملت فلانا؟ فقال: إنكم ستلقون بعدي أثرة.) بفتحتين. ( فاصبروا، حتى تلقوني على الحوض) .

فيه: الإرشاد إلى الصبر على جور الأئمة، إلى يوم القيامة . وعدم نزع اليد عن طاعتهم.

وفي الباب: أحاديث كثيرة طيبة;

منها حديث " حذيفة بن اليمان " عند مسلم: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "يكون بعدي: أئمة لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي. وسيقوم فيهم رجال، قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس". قال: قلت: كيف أصنع، يا رسول الله! إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمع وتطيع; وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك. فاسمع وأطع" ) .

وفيه: دليل على وجوب طاعة الأمراء، وإن بلغوا في العسف والجور إلى ضرب الرعية، وأخذ أموالهم. فيكون هذا مخصصا لعموم قوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم . وقوله سبحانه: وجزاء سيئة سيئة مثلها .

[ ص: 341 ] "وجثمان، بضم الجيم وسكون الثاء. أي: لهم قلوب كقلوب الشياطين. وأجسام كأجسام الإنس.

ومنها: حديث أبي ذر رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "يا أبا ذر! كيف بك عند ولاة، يستأثرون عليك بهذا الفيء؟" قال: والذي بعثك بالحق! أضع سيفي على عاتقي، وأضرب حتى ألحقك. قال: "أولا أدلك على ما هو خير لك من ذلك؟ تصبر حتى تلحقني" ) . رواه أحمد.

التالي السابق


الخدمات العلمية