السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3442 [ ص: 350 ] باب: فيمن فرق أمر الأمة وهي جميع

وقال النووي : ( باب حكم من فرق أمر المسلمين، وهو مجتمع) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص241 ج12 المطبعة المصرية

[عن زياد بن علاقة ; قال: سمعت عرفجة ; قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "إنه ستكون هنات وهنات. فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع: فاضربوه بالسيف، كائنا من كان" ].


(الشرح)

( عن عرفجة ) رضي الله عنه; بفتح العين وسكون الراء، وفتح الفاء بعدها جيم. هو " ابن شريح " بالضم. وقيل: "ابن ضريح". وقيل: "ذريح". وقيل: "صريح" بضم الصاد. وقيل: "شراحيل". وقيل: "سريج". ويقال له: "الأشجعي". ويقال: "الكندي". ويقال: "الأسلمي".

( قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: إنه ستكون هنات وهنات) . جمع: "هنة" وتطلق على كل شيء. والمراد بها هنا: الفتن، والأمور الحادثة. [ ص: 351 ] ( فمن أراد: أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع: فاضربوه بالسيف، كائنا من كان) .

قال النووي : فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام، أو أراد تفريق كلمة المسلمين، ونحو ذلك. وينهى عن ذلك. فإن لم ينته; قوتل. وإن لم يندفع شره إلا بقتله، فقتل: كان دمه هدرا.

وفي رواية أخرى عنه، عند مسلم : " من أتاكم، وأمركم جميع، على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم: فاقتلوه ". أي: إذا لم يندفع إلا بذلك.

وفيه: دلالة على مقاتلة البغاة، ومفارقي الجماعة.

ومعناه: يفرق الجماعة، كما تفرق العصاة المشقوقة. وهو عبارة عن اختلاف الكلمة، وتنافر النفوس.

التالي السابق


الخدمات العلمية