السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
146 [ ص: 352 ] باب: من حمل علينا السلاح; فليس منا

وقال النووي في الجزء الأول: ( باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حمل. إلخ) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص108 ج2 المطبعة المصرية

[عن أبي هريرة ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "من حمل علينا السلاح فليس منا. ومن غشنا فليس منا" ].


(الشرح)

( عن أبي هريرة ) رضي الله عنه; ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من حمل علينا السلاح فليس منا) .

وفي رواية: "من سل علينا السيف، فليس منا".

قال النووي : قاعدة أهل السنة والفقهاء: أن من حمل السلاح على المؤمنين بغير حق ولا تأويل ولم يستحله; فهو عاص ولا يكفر بذلك. فإن استحله; كفر.

وأما تأويل هذا الحديث; فقيل: هو محمول على المستحل بغير تأويل، فيكفر ويخرج من الملة.

[ ص: 353 ] وقيل: معناه: ليس على سيرتنا الكاملة، وهدينا الفاضل. وكان " سفيان بن عيينة " يكره قول من يفسره: "بليس على هدينا"، ويقول: بئس هذا القول. يعني: بل يمسك عن تأويله، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ في الزجر.

( ومن غشنا فليس منا) . وفيه: حديث أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا، فقال: ما هذا؟ يا صاحب الطعام! فقال: أصابته السماء، يا رسول الله! قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني ".

التالي السابق


الخدمات العلمية