السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3619 [ ص: 398 ] باب منه

وهو في النووي في: ( الباب المتقدم) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص108،109 ج13 المطبعة المصرية

[عن سعيد بن جبير; قال: مر ابن عمر بفتيان من قريش، قد نصبوا طيرا، وهم يرمونه. وقد جعلوا لصاحب الطير: كل خاطئة من نبلهم. فلما رأوا ابن عمر ; تفرقوا. فقال ابن عمر : من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا ].


(الشرح)

( عن سعيد بن جبير; قال: مر ابن عمر بفتيان من قريش، قد نصبوا طيرا، وهم يرمونه) . هكذا هو في النسخ: "طيرا". والمراد به: واحد. والمشهور في اللغة: أن الواحد يقال له: "طائر". والجمع: "طير". وفي لغة قليلة: إطلاق "الطير" على الواحد. وهذا الحديث جار على تلك اللغة.

( وقد جعلوا لصاحب الطير: كل خاطئة) بهمز. أي: ما لم يصب المرمى. "وخاطئة" لغة. والأفصح: "مخطئة". يقال لمن قصد شيئا فأصاب غيره غلطا: أخطأ. فهو مخطئ. وفي لغة قليلة: خطأ. فهو [ ص: 399 ] خاطئ. وهذا الحديث جاء على اللغة الثانية. حكاها أبو عبيد والجوهري . وغيرهما. والله أعلم.

( من نبلهم. فلما رأوا ابن عمر ; تفرقوا. فقال ابن عمر : من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا! إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم; لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا) . وفي حديث ابن عباس ; عند مسلم يرفعه: "لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا". وفي أخرى: عن ابن عمر ; "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لعن من فعل هذا".

ومعناه: لا تتخذوا الحيوان الحي غرضا; ترمون إليه. كالغرض من الجلود وغيرها. وهذا النهي للتحريم. ويدل عليه: لعنة الله على فاعله.

التالي السابق


الخدمات العلمية