السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3716 [ ص: 485 ] باب: النهي عن الانتباذ في الدباء والمزفت

وقال النووي : (باب النهي عن الانتباذ في المزفت ، والدباء ، والحنتم ، والنقير . وبيان أنه منسوخ . وأنه اليوم حلال ما لم يصر مسكرا) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 165 ج 13 المطبعة المصرية

[ (عن عمرو بن مرة، حدثني زاذان، قال: قلت لابن عمر) (حدثني بما نهى عنه النبي صلى الله عليه) (وسلم، من الأشربة بلغتك، وفسره لي بلغتنا. فإن لكم لغة سوى لغتنا. فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه) (وسلم عن الحنتم " وهي الجرة"، وعن الدباء "وهي القرعة"، وعن المزفت "وهو المقير"، وعن النقير "وهي النخلة، تنسح نسحا وتنقر نقرا". وأمر: أن ينتبذ في الأسقية) ]


(الشرح)

هكذا هو في معظم الروايات : " النسح " بسين وحاء مهملتين .

والمعنى : تقشر ثم تنقر ، فتصير نقيرا.

[ ص: 486 ] وفي بعض النسخ : " تنسج " بالجيم . قال عياض وغيره : هو تصحيف . وادعى بعض المتأخرين : أنه وقع في نسخ صحيح مسلم ، وفي الترمذي : " بالجيم ". وليس كما قال . بل معظم نسخ مسلم : " بالحاء ". قاله النووي .

" والحنتم " بفتح الحاء : جرار خضر ، مدهونة ، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة . ثم اتسع فيها ، فقيل للخزف كله : " حنتم " . واحدها : " حنتمة ". وهي مما تسرع فيه الشدة .

" والدباء " بضم الدال وتشديد الباء : هو " القرع"، وهو من الآنية التي يسرع الشراب في الشدة ، إذا وضع فيها .

" والمزفت " : اسم مفعول ، وهو الإناء المطلي بالزفت ، وهو نوع من القار .

" والمقير " بضم الميم وفتح القاف وتشديد الياء : وهو المزفت ، أي المطلي بالزفت ، وهو نوع من القار كما تقدم . وروي عن ابن عباس ؛ أنه قال : " المزفت " : هو المقير . حكاه " ابن رسلان " في شرح السنن ، وقال : إنه صح ذلك عنه .

"والنقير " : فعيل بمعنى مفعول . من "نقر ينقر " . وكانوا يأخذون [ ص: 487 ] أصل النخلة ، فينقرونه في جوفه ، ويجعلونه " إناء " ينتبذون فيه . لأن له تأثيرا في شدة الشراب .

وفي الحديث : النهي عن الانتباذ في الأوعية المذكورة ، ثم نسخ .

كما سيأتي .

التالي السابق


الخدمات العلمية