السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3751 باب منه

وهو في النووي في : ( الباب المتقدم) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 180 ، 181 ج 13 المطبعة المصرية

[عن الزهري، قال: قال ابن المسيب: قال أبو هريرة: إن النبي صلى الله عليه وسلم أتي- ليلة أسري به، بإيلياء- بقدحين من خمر ولبن. فنظر إليهما، فأخذ اللبن. فقال له جبريل عليه السلام: الحمد لله الذي هداك للفطرة. لو أخذت الخمر غوت أمتك].


[ ص: 513 ] (الشرح)

( عن أبي هريرة) رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه) وآله ( وسلم أتي - ليلة أسري به ، بإيلياء -) هو بالمد . ويقال بالقصر . ويقال بحذف الياء الأولى . وقد سبق بيانه . وهو بيت المقدس .

( بقدحين من خمر ولبن) . فيه : محذوف ، تقديره : فقيل له : اختر أيهما شئت . كما جاء مصرحا به في البخاري . وقد ذكره مسلم " في كتاب الإيمان " ، في أول الكتاب .

( فنظر إليهما ، فأخذ اللبن) . أي : اختاره ، لما أراده " سبحانه " من توفيق هذه الأمة ، واللطف بها . فلله الحمد والمنة .

( فقال له جبريل عليه السلام : الحمد لله الذي هداك للفطرة) .

فيه : استحباب حمد الله ؛ عند تجدد النعم ، وحصول ما كان الإنسان يتوقع حصوله ، واندفاع ما كان يخاف وقوعه .

وفي معنى " الهداية إلى الفطرة " أقوال . المختار منها : أن الله تعالى أعلم جبريل : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن اختار اللبن ؛ كان كذا . وإن اختار الخمر ؛ كان كذا .

والمراد بالفطرة هنا : الإسلام ، والاستقامة .

( لو أخذت الخمر ، غوت أمتك) . أي : ضلت ، وانهمكت في الشر . والله أعلم [ ص: 514 ] ولا شك : أن الخمر جماع الإثم . وقد بسط ابن القيم رحمه الله القول في مضاره ومفاسده ، في كتاب " حادي الأرواح ، إلى بلاد الأفراح " فراجعه .

التالي السابق


الخدمات العلمية