السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3593 باب منه

وهو في النووي في : ( الباب السابق) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 94 ج 13 المطبعة المصرية



[عن أنس، قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم، خيبر أصبنا حمرا خارجا من القرية، فطبخنا منها. فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن الله ورسوله ينهيانكم عنها، فإنها رجس من عمل الشيطان. فأكفئت القدور بما فيها وإنها لتفور بما فيها


[ ص: 633 ] (الشرح)

( عن أنس) رضي الله عنه ؛ ( قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ، خيبر ؛ أصبنا حمرا خارجا من القرية ، فطبخنا منها . فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم : ألا إن الله ورسوله ينهيانكم عنها ؛ فإنها رجس من عمل الشيطان) .

هذا الذي نادى بذلك ؛ " هو أبو طلحة " ، كما عند مسلم . ووقع فيه أيضا : أن "بلالا " نادى بذلك .

وعند النسائي : أن المنادي به : عبد الرحمن بن عوف . ولعل عبد الرحمن : نادى أولا بالنهي مطلقا . ثم نادى أبو طلحة وبلال : بزيادة عليه . وهو قوله : " فإنها رجس " . قال القرطبي : الضمير في " إنها " : عائد على الحمر ؛ لأنها المتحدث عنها ، المأمور بإكفائها من القدور ، وغسلها. وهذا حكم النجس . فيستفاد منه : تحريم أكلها لعينها ، لا لمعنى خارج .

( فأكفئت القدور بما فيها ، وإنها لتفور بما فيها) . وفي حديث عبد الله بن أبي أوفى ؛ بلفظ : " فإن قدورنا لتغلي ، إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أن أكفئوا القدور ، ولا تطعموا من لحوم الحمر شيئا ".

[ ص: 634 ] وفي حديث سلمة بن الأكوع ؛ بلفظ : " أهريقوها ، واكسروها . فقال رجل : يا رسول الله ! أو نهريقها ونغسلها . قال : أو ذاك" .

قال ابن دقيق العيد : الأمر بإكفاء القدور ؛ ظاهر أنه : بسبب تحريم لحم الحمر . قال الحافظ : وقد وردت علل أخر ، إن صح رفع شيء منها : وجب المصير إليه . لكن لا مانع من أن يعلل الحكم بأكثر من علة . وحديث " أبي ثعلبة " صريح في التحريم . فلا معدل عنه . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية