السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3861 باب: النهي عن لبس قباء الديباج

وهو في النووي في: (الباب المتقدم).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 48، 49 جـ 14 المطبعة المصرية

[ عن أبي الزبير ؛ أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: لبس النبي صلى الله عليه وسلم يوما قباء من ديباج، أهدي له، ثم أوشك أن نزعه. فأرسل به إلى عمر بن الخطاب . فقيل له: قد أوشك ما نزعته، يا رسول الله! فقال : "نهاني [ ص: 22 ] عنه جبريل ". فجاءه عمر يبكي. فقال: يا رسول الله! كرهت أمرا وأعطيتنيه، فما لي؟ قال: "إني لم أعطكه لتلبسه. إنما أعطيتكه تبيعه" فباعه: بألفي درهم ] .


(الشرح)

(عن جابر بن عبد الله)، رضي الله عنهما؛ (قال: لبس النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم، يوما: قباء من ديباج)؛ بفتح الدال وكسرها. جمعه: "دبابيج". وهو عجمي معرب: "الديبا". والإستبرق: غليظ الديباج. وهما: حرامان؛ لأنهما من الحرير.

(أهدي له. ثم أوشك أن نزعه). فأرسل به إلى عمر بن الخطاب)؛ رضي الله عنه. (فقيل: قد أوشك ما نزعته يا رسول الله! قال "نهاني عنه جبريل") عليه السلام. (فجاءه عمر)، رضي الله عنه، (يبكي. فقال: يا رسول الله! كرهت أمرا وأعطيتنيه، فما لي؟ فقال: "إني لم أعطكه لتلبسه. إنما أعطيتكه تبيعه". فباعه بألفي درهم).

[ ص: 23 ] هذا الحديث؛ في معنى حديث: "حلة سيراء". وقد تقدم.

قال النووي : لبس الديباج، والحرير، والإستبرق، "- والقسي - وهو نوع من الحرير": كله حرام على الرجال. سواء لبسه للخيلاء، أو غيرها. إلا أن يلبسه للحكة، فيجوز في السفر والحضر.

وأما النساء؛ فيباح لهن: لبس الحرير وجميع أنواعه، وخواتيم الذهب وسائر الحلي منه ومن الفضة، سواء المزوجة وغيرها. والشابة والعجوز. والغنية والفقيرة. قال: وهذا الذي ذكرناه؛ من تحريم الحرير على الرجال، وإباحته للنساء: هو مذهبنا ومذهب الجماهير.

قال: وأما الصبيان؛ فقال أصحابنا: يجوز إلباسهم الحلي والحرير في يوم العيد؛ لأنه لا تكليف عليهم. وفي جواز إلباسهم ذلك في باقي السنة: ثلاثة أوجه؛ أصحها: جوازه. والثاني: تحريمه. والثالث: يحرم بعد سن التمييز.

التالي السابق


الخدمات العلمية