السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3881 باب: في لباس المرط المرحل

وقال النووي : (باب: التواضع في اللباس، والاقتصار على الغليظ منه واليسير؛ في اللباس والفراش وغيرهما، وجواز لبس: ثوب الشعر، وما فيه أعلام).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 57 جـ 14 المطبعة المصرية

[عن عائشة ؛ قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم؛ ذات غداة، وعليه مرط مرحل؛ من شعر أسود ].


(الشرح)

(عن عائشة، رضي الله عنها؛ (قالت: خرج النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ ذات غداة، وعليه مرط) - بكسر الميم، وإسكان [ ص: 64 ] الراء -. قال النووي : وهو كساء؛ يكون تارة من صوف. وتارة من شعر، أو كتان، أو خز. قال الخطابي: هو كساء يؤتزر به. وقال النضر. لا يكون المرط إلا درعا، ولا يلبسه إلا النساء. ولا يكون إلا أخضر. وهذا الحديث؛ يرد عليه. انتهى.

والجمع: "مروط". كذا في القاموس.

(مرحل)؛ بفتح الراء والحاء. قال النووي : هذا هو الصواب الذي رواه الجمهور، وضبطه المتقنون. وحكي عياض: أن بعضهم رواه بالجيم. أي عليه صور الرجال. والصواب: الأول. ومعناه: عليه صورة رحال الإبل. ولا بأس بهذه الصورة. وإنما يحرم: تصوير الحيوان.

وقال الخطابي: "المرحل": الذي فيه خطوط. انتهى.

قلت: "مرحل" على زنة "معظم": وهو رد فيه تصاوير. قال في القاموس: وتفسير الجوهري إياه: بإزار خز فيه علم؛ غير جيد. إنما ذلك تفسير "المرجل" بالجيم. انتهى.

قال في النيل: وتلك التصاوير؛ هي صور الرحال. والرحال: تطلق على المنازل، وعلى الرواحل، وعلى ما يوضع على [ ص: 65 ] الرواحل يستوي عليه الراكب. "والترحيل": مصدر رحل البرد. أي: وشاه.

(من شعر أسود). قيدته عائشة رضي الله عنها؛ بالأسود. لأن الشعر قد يكون أبيض.

وفيه: دليل على أنه لا كراهة في لبس السواد. وقد أخرج أبو داود والنسائي من حديثها؛ بلفظ: "قالت: صبغت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: بردة سوداء. فلبسها. فلما عرق فيها، وجد ريح الصوف فقذفها. قال: وأحسبه قال: وكان يعجبه الريح الطيبة".

التالي السابق


الخدمات العلمية