السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3955 [ ص: 157 ] باب: في وسم الظهر

وذكره النووي في: (الباب المتقدم).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 98 جـ 14، المطبعة المصرية

[ عن أنس ؛ قال: لما ولدت أم سليم ، قالت لي: يا أنس ! انظر هذا الغلام. فلا يصيبن شيئا، حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ يحنكه. قال: فغدوت، فإذا هو في الحائط. وعليه خميصة حويتية، وهو يسم الظهر، الذي قدم عليه في الفتح ].


(الشرح)

(عن أنس) رضي الله عنه؛ (قال: لما ولدت أم سليم، قالت لي: يا أنس! انظر هذا الغلام. فلا يصيبن شيئا، حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ يحنكه. قال: فغدوت. فإذا هو في الحائط، وعليه خميصة): هي كساء من صوف، أو خز، أو نحوهما، مربع له أعلام.

(حويتية)، اختلف رواة صحيح مسلم في ضبطه. والأشهر: أنه بحاء مضمومة، ثم واو مفتوحة، ثم ياء ساكنة، ثم تاء مكسورة، ثم ياء مشددة.

وفي بعضها: "حوتنية" بسكون الواو، وبعدها تاء مفتوحة، ثم نون مكسورة.

[ ص: 158 ] وفي بعضها: "حونية" بإسكان الواو، وبعدها نون مكسورة.

وفي بعضها: "حريثية" بضم الحاء، وفتح الراء، ثم ياء ساكنة، ثم مثلثة. منسوبة إلى: (بني حريث)، وكذا في البخاري ، لجمهور رواة صحيحه.

وفي بعضها: "حونبية" بفتح الحاء، وإسكان الواو، ثم نون مفتوحة، ثم باء موحدة.

وفي بعضها: "جوينية" بضم الجيم، وفتح الواو، ثم ياء ساكنة، ثم نون مكسورة، ثم ياء مفتوحة مشددة.

وفي بعضها: "جونية" بفتح الجيم.

قال عياض في المشارق: ووقع لبعض رواة البخاري : "خيبرية" منسوبة إلى "خيبر". ووقع في الصحيحين: "حوتكية" بفتح الحاء، وبالكاف. أي: "صغيرة". قال صاحب التحرير "في شرح مسلم ": الأولى منسوبة إلى: "حويت". وهو قبيلة أو [ ص: 159 ] موضع. وقال عياض: هذه كلها: تصحيف؛ إلا روايتي "جونية" و "حريثية. والأولى: منسوبة إلى "بني الجون"؛ قبيلة من "الأزد". أو إلى لونها من السواد، أو البياض، أو الحمرة. لأن العرب تسمي كل لون من هذه: "جونا". وقال في النهاية: المحفوظ، المشهور: "جونية". أي: سوداء. قال: وأما "الحويتية"، فلا أعرفها. وطالما بحثت عنها، فلم أقف لها على معنى. والله أعلم.

(وهو يسم الظهر، الذي قدم عليه في الفتح).

المراد بالظهر: "الإبل". سميت بذلك؛ لأنها تحمل الأثقال على ظهورها.

قال النووي : وفي هذا الحديث فوائد كثيرة:

منها: جواز "الوسم" في غير الآدمي، واستحبابه : في نعم الجزية والزكاة، وأنه ليس في فعله: دناءة، ولا تركه مروءة. فقد فعله النبي، صلى الله عليه وآله وسلم.

ومنها: بيان ما كان عليه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: من التواضع، [ ص: 160 ] وفعل الأشغال بيده الشريفة. ونظره في مصالح المسلمين. والاحتياط في حفظ مواشيهم بالوسم، وغيره.

ومنها: استحباب تحنيك المولود.

ومنها: حمل المولود عند ولادته، إلى واحد من أهل الصلاح والفضل، يحنكه بتمرة، ليكون أول ما يدخل في جوفه: ريق الصالحين، فيتبرك به. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية