السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4174 باب: في تسمية العنب: الكرم

وقال النووي : ( باب كراهة تسمية "العنب": كرما).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص5 جـ15، المطبعة المصرية

[ ( عن أبي هريرة ) رضي الله عنه (قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم لا يقولن أحدكم للعنب: الكرم، إنما الكرم الرجل المسلم ) ].


(الشرح)

والحديث له طرق وألفاظ؛ منها:

لا يقولن أحدكم للعنب: "الكرم". فإن الكرم: الرجل المسلم".

وفي رواية: "لا تقولوا: كرم. فإن الكرم قلب المؤمن".

[ ص: 184 ] وفي أخرى: "لا تسموا العنب: الكرم. فإن الكرم: هو المسلم".

وفي لفظ: "لا يقولن أحدكم: الكرم". فإن الكرم: قلب المؤمن".

وفي هذه الأحاديث؛ كراهة تسمية العنب: "كرما". بل يقال: "عنب"، أو حبلة). كما سيأتي.

وسبب كراهة ذلك؛ أن لفظة "الكرم"، كانت العرب تطلقها على "شجر العنب"، وعلى "العنب"، وعلى "الخمر المتخذة من العنب". سموها "كرما"؛ لكونها متخذة منه، ولأنها تحمل على الكرم والسخاء. فكره الشرع: إطلاق هذه اللفظة على "العنب وشجره"، لأنهم إذا سمعوا اللفظة، ربما تذكروا بها): الخمر، وهيجت نفوسهم إليها، فوقعوا فيها، أو قاربوا ذلك.

وقال: إنما يستحق هذا الاسم: الرجل المسلم، أو قلب المؤمن. لأن "الكرم" مشتق من "الكرم" بفتح الراء. وقد قال الله [ ص: 185 ] تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. فسمى قلب المؤمن: "كرما"؛ لما فيه من الإيمان، والهدى، والنور، والتقوى، والصفات المستحقة لهذا الاسم. وكذلك الرجل المسلم.

قال أهل اللغة: يقال: "رجل كرم" بإسكان الراء. وامرأة كرم. ورجلان كرم. ورجال كرم. وامرأتان كرم. ونسوة كرم. كله بفتح الراء وإسكانها. بمعنى: "كريم. وكريمان. وكرام. وكريمات". وصف بالمصدر؛ "كضيف وعدل". والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية