السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4037 [ ص: 260 ] (باب منه)

وذكره النووي في: (الباب المتقدم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \النووي، ص153 ج14، المطبعة المصرية

[ (عن عقبة بن عامر) رضي الله عنه؛ (أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: إياكم! والدخول على النساء". فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت") ].


(الشرح)

قال الليث بن سعد: الحمو أخو الزوج، وما أشبهه من أقارب الزوج: ابن العم ونحوه. قال النووي: اتفق العلماء على أن "الأحماء": أقارب زوج المرأة، كأبيه، وعمه، وأخيه، وابن أخيه، وابن عمه، ونحوهم.

"والأختان": أقارب زوجة الرجل. "والأصهار": يقع على النوعين.

[ ص: 261 ] ومعنى قوله، صلى الله عليه وآله وسلم: "الحمو الموت": أن الخوف منه، أكثر من غيره، والشر يتوقع منه والفتنة، أكثر: لتمكنه من الوصول إلى المرأة، والخلوة، من غير أن ينكر عليه، بخلاف الأجنبي. والمراد بالحمو هنا: أقارب الزوج، غير آبائه، وأبنائه. فأما الآباء والأبناء؛ فمحارم لزوجته. تجوز لهم الخلوة بها. ولا يوصفون بالموت. وإنما المراد: الأخ، وابن الأخ، والعم وابنه، ونحوهم، ممن ليس بمحرم. وعادة الناس: المساهلة فيه. ويخلو بامرأة أخيه. فهذا هو الموت. وهو أولى بالمنع من الأجنبي، لما ذكرناه.

قال النووي: فهذا الذي ذكرته؛ هو صواب معنى الحديث. وأما ما ذكره المازري، وحكاه: أن المراد بالحمو: أبو الزوج. وإذا نهى عن أبي الزوج (وهو محرم) ، فكيف بالغريب؟ فهذا كلام فاسد مردود. ولا يجوز حمل الحديث عليه. وكذا ما نقله عياض عن أبي عبيد: أن معنى "الحمو الموت": فليمت ولا يفعل هذا. هو أيضا كلام فاسد. بل الصواب: ما قدمناه. وقال ابن الأعرابي: هي كلمة تقولها العرب. كما يقال: "الأسد الموت". أي: لقاؤه مثل الموت. وقال عياض: معناه: الخلوة بالأحماء؛ مؤدية إلى الفتنة والهلاك، في الدين. فجعله: كهلاك الموت. فورد الكلام مورد التغليظ.

[ ص: 262 ] قال: وفي "الحمو" أربع لغات؛ أحدها: "هذا حموك" بضم الميم في الرفع. ورأيت "حماك". ومررت "بحميك".

والثانية: "هذا حمؤك" بإسكان الميم، ورفع الهمزة. ورأيت "حمأك". ومررت "بحمئك".

والثالثة: "هذا حماك". ورأيت "حماك". ومررت "بحماك". كقفا وقفاك.

والرابعة: "حم" كأب. وأصله: "حمو" بفتحتين. "وحماة المرأة": أم زوجها، لا يقال فيها غير هذا.

التالي السابق


الخدمات العلمية