السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4078 باب: في الرقية من العقرب

وهو في النووي، في: (الباب المتقدم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \النووي، ص186-187 ج14، المطبعة المصرية

[(عن جابر) رضي الله عنه؛ (قال: نهى رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: عن الرقى. فجاء آل عمرو بن حزم: إلى رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ فقالوا: يا رسول الله! إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال: فعرضوها عليه، فقال: "ما أرى بأسا. من استطاع منكم: أن ينفع أخاه، فلينفعه" ) .

وفي رواية أخرى عنه، بلفظ: "أرخص النبي، صلى الله عليه وسلم: في رقية الحية، لبني عمرو. قال أبو الزبير: وسمعت جابر بن عبد الله يقول: لدغت رجلا منا عقرب، ونحن جلوس مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله! أرقي؟ قال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه، فليفعل" ].

[ ص: 295 ] والحديث له ألفاظ.


(الشرح)

قد تمسك قوم بهذا العموم؛ فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ولو لم يعقل معناها. لكن دل حديث عوف: أنه يمنع ما كان من الرقى يؤدي إلى الشرك. وما لا يعقل معناه: لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك، فيمنع احتياطا. قال القرطبي: الرقى ثلاثة أقسام؛

أحدها: ما كان يرقى بها في الجاهلية، ما لا يعقل معناه: فيجب اجتنابه، لئلا يكون فيه شرك، أو يؤدي إلى الشرك.

الثاني: ما كان بكلام الله، أو بأسمائه، فيجوز. فإن كان مأثورا، فيستحب.

الثالث: ما كان بأسماء غير الله؛ من ملك، أو صالح، أو معظم، من المخلوقات: كالعرش. فهذا ليس من الواجب اجتنابه، ولا من المشروع: الذي يتضمن الالتجاء إلى الله، والتبرك بأسمائه. فيكون تركه أولى. إلا أن يتضمن تعظيم المرقي به، فينبغي: أن يجتنب، كالحلف بغير الله. قال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية؟ فقال: لا بأس أن ترقي بكتاب الله، وبما تعرف من ذكر الله.

[ ص: 296 ] قلت: أيرقي أهل الكتاب المسلمين؟ قال: نعم. إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله، وبذكر الله. انتهى.

والحديث: فيه دلالة، على جواز الرقى بكلام الجاهلية، إذا كان معناه مفهوما.

وفيه: جواز نفع الأخ بما يستطيع.

التالي السابق


الخدمات العلمية