السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4881 [ ص: 309 ] (باب منه)

وذكره النووي، في: (باب: الدعوات والتعوذ) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص31 ج17، المطبعة المصرية

[(عن خولة بنت حكيم السلمية؛ تقول: سمعت رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ يقول: "من نزل منزلا، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات، من شر ما خلق: لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك" ) ].


(الشرح)

فيه: دليل لاستحباب الدعاء، والاستعاذة من كل الأشياء. وهذا هو الصحيح، الذي أجمع عليه العلماء، وأهل الفتاوى، في الأمصار والأعصار.

وذهبت طائفة من الزهاد، وأهل المعارف: إلى أن ترك الدعاء أفضل، استسلاما للقضاء. وقال آخرون منهم: إن دعا للمسلمين، فحسن. وإن دعا لنفسه، فالأولى تركه.

وقال آخرون منهم: إن وجد في نفسه باعثا للدعاء: استحب. وإلا، فلا.

وكل هذه الأقوال ضعيفة. ودليل الجمهور: ظواهر القرآن والسنة، في الأمر بالدعوات والاستعاذات، وفعله، والإخبار عن الأنبياء "عليهم السلام": بفعله.

والحديث: دل على أن هذا الدعاء: رقية المسافر، عند نزول المنزل. وهو مجرب، عند جمع من أهل الدعاء. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية