السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4672 باب: الحمى تذهب الخطايا

وذكره النووي في: (باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه، من مرض، أو حزن، أو نحو ذلك.... إلخ) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \النووي، ص131 ج16، المطبعة المصرية

[عن أبي الزبير؛ حدثنا جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ دخل على أم السائب -أو أم المسيب- فقال: "ما لك يا أم السائب! -أو يا أم المسيب- تزفزفين؟" قالت: الحمى. لا بارك الله فيها. فقال: "لا تسبي الحمى. فإنها تذهب خطايا بني آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد" ].


(الشرح)

(عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما؛ (أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ دخل على أم السائب -أو أم المسيب- فقال: [ ص: 329 ] "ما لك؟ يا أم السائب! -أو يا أم المسيب!- تزفزفين"؟) بزايين معجمتين وفاءين، والتاء مضمومة. قال عياض: تضم، وتفتح. هذا هو الصحيح المشهور، في ضبط هذه اللفظة. وادعى القاضي: أنها رواية جميع رواة مسلم.

ووقع في بعض النسخ: بالراء والفاء.

ورواه بعضهم، في غير مسلم: بالراء، والقاف.

ومعناه: تتحركين حركة شديدة. أي: ترعدين.

(قالت: الحمى. لا بارك الله فيها. فقال: "لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا ابن آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد") .

فيه: أن الحمى كفارة للذنوب، ومذهبة للخطايا. قال العلماء: أرسلت إلى الدنيا، نذيرا للجاحدين. وبشيرا للمقربين، لأنها كفارة لمعاصيهم، ومذهبة لآثامهم. فلا ينبغي: أن تسب، بل ينبغي: أن يصبر عليها.

التالي السابق


الخدمات العلمية