السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4137 [ ص: 405 ] باب: من أتى عرافا لم تقبل له صلاة

وهو في النووي في: (الباب المتقدم).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 227 جـ 14، المطبعة المصرية

[عن صفية، عن بعض أزواج النبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة، أربعين ليلة"].


(الشرح)

(عن صفية) هي بنت أبي عبيد، (عن بعض أزواج النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم، عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: "من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة، أربعين ليلة".

"العراف" سبق بيانه. وأنه من جملة أنواع الكهان. وقال الخطابي وغيره: "العراف": هو الذي يتعاطى معرفة مكان المسروق، ومكان الضالة، ونحوهما. وأما عدم قبول صلاته، فمعناه: أنه لا ثواب له فيها، وإن كانت مجزئة في سقوط الفرض عنه. ولا يحتاج معها إلى إعادة. ونظير هذا: الصلاة في الأرض المغصوبة، مجزئة مسقطة للقضاء، ولكن لا ثواب فيها. كذا قاله جمهور الشافعية. قالوا: فصلاة الفرض وغيرها من الواجبات، إذا أتى بها على وجهها [ ص: 406 ] الكامل: ترتب عليها شيئان; سقوط الفرض عنه، وحصول الثواب. فإذا أداها في أرض مغصوبة، حصل الأول دون الثاني. قال النووي: ولا بد من هذا التأويل في هذا الحديث. فإن العلماء متفقون على أنه لا يلزم من أتى العراف: إعادة صلوات أربعين ليلة. فوجب تأويله. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية