السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
529 (باب الوضوء مما مست النار)

ومثله في النووي.

ذكر "مسلم" في هذا الباب الأحاديث الواردة بالوضوء مما مست النار، ثم عقبها بالأحاديث الواردة "بترك الوضوء" منه.

فكأنه يشير إلى أن الوضوء منه "منسوخ". وهذا عادة "مسلم" وغيره من أئمة الحديث: يذكرون الأحاديث التي يرونها منسوخة، ثم يعقبونها بالناسخ.

ولهذا أفرد له "المنذري" بابا بعد هذا الباب؛ إيضاحا لهذا المقصود.

[ ص: 526 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 43 ج 4 المطبعة المصرية

[قال ابن شهاب أخبرني عمر بن عبد العزيز أن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أخبره أنه وجد أبا هريرة يتوضأ على المسجد، فقال: إنما أتوضأ من أثوار أقط أكلتها لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: توضئوا مما مست النار .


(الشرح)

(عن عمر بن عبد العزيز: أن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ) هكذا هو في مسلم "هنا".

وفي المواضع الأخرى فيه "إبراهيم بن عبد الله بن قارظ".

قال النووي: وكلاهما قد قيل، وصار إلى كل واحد منهما جماعة كثيرة من الحفاظ.

"أخبره أنه وجد أبا هريرة يتوضأ على المسجد".

"فيه" جواز الوضوء في المسجد. وقد نقل ابن المنذر إجماع العلماء على جوازه ما لم يؤذ به أحدا.

"فقال: إنما أتوضأ من أثوار أقط أكلها" جمع "ثور"، وهو القطعة من الأقط. "والأقط" معروف. وهو مما مسته النار.

[ ص: 527 ] "لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "توضؤوا مما مست النار، وهذا مذهب جماعة من أهل العلم؛ منهم الحسن البصري، والزهري، وأبو قلابة، وأبو مجلز.

واحتج هؤلاء بهذا الحديث.

والجواب عنه: أن المراد "بالوضوء" هنا "غسل الفم والكفين" لا الوضوء الشرعي وضوء الصلاة.

التالي السابق


الخدمات العلمية