السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5323 باب: حثي التراب في وجوه المداحين

وقال النووي: ( باب النهي عن المدح، إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة على الممدوح).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص128 جـ18، المطبعة المصرية

[(عن همام بن الحارث: أن رجلا جعل يمدح عثمان) رضي الله عنه، (فعمد المقداد. فجثا على ركبتيه -وكان رجلا ضخما- فجعل يحثو في وجهه الحصى. فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: "إذا رأيتم [ ص: 435 ] المداحين، فاحثوا في وجوههم التراب" ].


(الشرح)

هذا الحديث، قد حمله على ظاهره "المقداد" الذي هو راويه. ووافقه طائفة. وكانوا يحثون التراب في وجهه حقيقة.

وقال آخرون: معناه: خيبوهم. فلا تعطوهم شيئا لمدحهم. وقيل: إذا مدحتم; فاذكروا أنكم من تراب، فتواضعوا ولا تعجبوا. قال النووي: وهذا ضعيف. قلت: ولا مانع من إرادة الجميع، فيحثوا في وجهه التراب، ولا يعطيه شيئا على مدحه.

التالي السابق


الخدمات العلمية