السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4212 باب: لا يخبر بتلعب الشيطان به في المنام.

وأورده النووي في: (كتاب الرؤيا).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 27 ج15 المطبعة المصرية

[عن أبي سفيان، عن جابر، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: "لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك".

وقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد، يخطب فقال: "لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه"].


[ ص: 483 ] (الشرح)

(عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما; (قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، فقال: يا رسول الله! رأيت في المنام: كأن رأسي ضرب، فتدحرج. فاشتددت على أثره. فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم للأعرابي: "لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك".

وفي رواية أخرى: "إذا حلم أحدكم فلا يخبر أحدا بتلعب الشيطان به في المنام".

وفي لفظ: "فزجره النبي، صلى الله عليه وسلم، وقال: "لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام".

وفي أخرى: "فضحك النبي، صلى الله عليه وسلم، وقال: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه لا يحدث به الناس".

قال المازري: يحتمل أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم; علم أن منامه هذا من الأضغاث بوحي، أو بدلالة من المنام دلته على ذلك، أو على أنه من المكروه، الذي هو من تحزين الشيطان. وأما العابرون; فيتكلمون في كتبهم على قطع الرأس، ويجعلونه دلالة [ ص: 484 ] على مفارقة الرائي ما هو فيه من النعم، أو مفارقة من فوقه، ويزول سلطانه، ويتغير حاله في جميع أموره. إلا أن يكون: عبدا; فيدل على عتقه. أو مريضا; فعلى شفائه. أو مديونا; فعلى قضاء دينه. أو من لم يحج; فعلى أنه يحج. أو مغموما; فعلى فرحه. أو خائفا; فعلى أمنه. انتهى.

قلت: والأولى في مثل هذه الرؤيا: أن لا يحدث به أحدا، ولا يستعبر لها؛ اتباعا لظاهر السنة الصحيحة الصريحة، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لم يعبرها، وزجره على ذكرها، ومنعه عن تحديثها للناس. فما لنا والتعبير لها. ويؤيد ذلك ما: (وقال) جابر: (سمعت النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم; بعد، يخطب فقال: "لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه". وقد تقدم: أن الحلم من الشيطان. ولينفث، أو ليتفل، أو ليبصق; عن يساره، فإنها لا تضره. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية