السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4226 باب: نبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وقال النووي: (باب في معجزات النبي، صلى الله عليه وآله وسلم).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 39 جـ 15، المطبعة المصرية

[عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك، أن نبي الله وأصحابه، بالزوراء. (قال: والزوراء بالمدينة، عند السوق والمسجد، فيما ثمه): دعا بقدح فيه ماء، فوضع كفه فيه، فجعل ينبع من بين [ ص: 505 ] أصابعه، فتوضأ جميع أصحابه. قال: قلت: كم كانوا يا أبا حمزة؟ قال: كانوا زهاء الثلاثمائة].


(الشرح)

(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه (أن نبي الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، وأصحابه: بالزوراء. قال: والزوراء بالمدينة، عند السوق والمسجد. فيما ثمة. هكذا هو في جميع النسخ: "ثمة".

قال أهل اللغة: "ثم" بفتح الثاء: "وثمة" بالهاء: بمعنى هناك وهنا. فثم: للبعيد. وثمة: للقريب.

(دعا بقدح فيه ماء، فوضع كفه فيه، فجعل ينبع من بين أصابعه، فتوضأ جميع أصحابه. قال: قلت: كم كانوا يا أبا حمزة؟ قال: كانوا زهاء) بضم الزاي، وبالمد. أي: قدر (الثلاثمائة) هكذا هو في جميع النسخ: بأل. وهو صحيح.

وفي كيفية هذا النبع قولان، حكاهما عياض وغيره:

أحدهما: نقله القاضي عن المزني، وأكثر العلماء: أن معناه; أن الماء كان يخرج من نفس أصابعه، صلى الله عليه وآله وسلم، وينبع من أنامله.

[ ص: 506 ] والثاني: يحتمل; أن الله كثر الماء في ذاته، فصار يفور من بين أصابعه، لا من نفسها.

قال النووي: وكلاهما معجزة ظاهرة، وآية باهرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية