السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4229 باب: آيات النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: في الماء

وهو في النووي، في: (باب المعجزات).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 40، 41 جـ 15، المطبعة المصرية

[عن أبي الزبير المكي، أن أبا الطفيل (عامر بن واثلة) أخبره أن معاذ بن جبل أخبره، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك، فكان يجمع الصلاة، فصلى الظهر والعصر جميعا، والمغرب والعشاء جميعا، حتى إذا كان يوما أخر الصلاة، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا، ثم دخل، ثم خرج بعد ذلك، فصلى المغرب والعشاء جميعا، ثم قال: "إنكم ستأتون غدا (إن شاء الله) عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي" فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل مسستما من مائها شيئا؟" قالا: نعم، فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم، وقال لهما ما شاء الله أن يقول. قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا، حتى اجتمع في شيء، قال وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه، ثم أعاده فيها، " فجرت العين بماء منهمر (أو [ ص: 507 ] قال: غزير) -شك أبو علي أيهما قال- حتى استقى الناس، ثم قال "يوشك، يا معاذ إن طالت بك حياة، أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا"].


(الشرح)

(عن معاذ بن جبل) رضي الله عنه (قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم; عام غزوة تبوك. فكان يجمع الصلاة; فصلى الظهر والعصر جميعا. والمغرب والعشاء جميعا. حتى إذا كان يوما، أخر الصلاة. ثم خرج: فصلى الظهر والعصر جميعا. ثم دخل، ثم خرج بعد ذلك: فصلى المغرب والعشاء جميعا. ثم قال: "إنكم ستأتون غدا -إن شاء الله تعالى- عين تبوك. وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار. فمن جاءها منكم; فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي". فجئناها، وقد سبقنا إليها رجلان. والعين مثل الشراك) بكسر الشين. وهو سير النعل. ومعناه: ماء قليل جدا.

(تبض) هكذا ضبطوه; بفتح التاء، وكسر الباء، وتشديد الضاد. ونقل عياض: اتفاق الرواة هنا، على أنه بالمعجمة. ومعناه: تسيل. واختلفوا في ضبطه هناك; فضبطه بعضهم: [ ص: 508 ] بالمعجمة. وبعضهم: بالصاد المهملة. أي: تبرق (بشيء من ماء. قال: فسألهما رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "هل مسستما من مائها شيئا؟". قالا: نعم. فسبهما النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، وقال لهما: ما شاء الله أن يقول. قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين: قليلا قليلا، حتى اجتمع في شيء. قال: وغسل رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم فيه: يديه، ووجهه، ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء منهمر) أي: كثير الصب، والدفع. (أو قال: غزير -شك أبو علي: أيهما قال- حتى استقى الناس. ثم قال: "يوشك، يا معاذ! إن طالت بك حياة: أن ترى ماءها هنا قد ملئ جنانا"). أي: بساتين وعمرانا. وهو جمع: "جنة".

وهذا من المعجزات الباهرة، والآيات الظاهرة; التي تظاهرت بها الأخبار، وتلقتها الفحول الأبرار، في جميع الأعصار والأمصار.

التالي السابق


الخدمات العلمية