السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3832 (باب منه)

وقال النووي، في الجزء الرابع: (باب إكرام الضيف، وفضل إيثاره).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 16، 17 جـ 14، المطبعة المصرية

[عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين [ ص: 516 ] ومائة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل مع أحد منكم طعام؟" فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبيع أم عطية؟" أو قال: "أم هبة؟" فقال: لا بل بيع، فاشترى منه شاة، فصنعت وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى، قال: وايم الله، ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول الله صلى الله عليه وسلم حزة حزة من سواد بطنها، إن كان شاهدا أعطاه، وإن كان غائبا خبأ له، قال: وجعل قصعتين فأكلنا منهما أجمعون وشبعنا، وفضل في القصعتين، فحملته على البعير أو كما قال].


(الشرح)

(عن عبد الرحمن بن أبي بكر) رضي الله عنهما (قال: كنا مع النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم: ثلاثين ومائة. فقال النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "هل مع أحد منكم طعام؟ فإذا مع رجل: صاع من طعام، أو نحوه. فعجن، ثم جاء رجل مشرك، مشعان) بضم الميم، وإسكان الشين، وتشديد النون. أي: منتفش الشعر، ومتفرقه. (طويل: بغنم يسوقها. فقال النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "أبيع أم عطية؟ -أو قال: أم هبة؟"- قال: لا، بل بيع، فاشترى منه شاة، فصنعت. وأمر رسول الله، [ ص: 517 ] صلى الله عليه) وآله (وسلم; بسواد البطن أن يشوى) يعني: الكبد.

(قال: وايم الله! ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: حزة) هي: القطعة من اللحم وغيره. (من سواد بطنها. إن كان شاهدا أعطاه. وإن كان غائبا خبأ له. قال: وجعل قصعتين، فأكلنا منهما أجمعون، وشبعنا، وفضل في القصعتين). "القصعة": بفتح القاف.

(فحملته على البعير. أو كما قال).

قال النووي: وفي هذا الحديث: معجزتان ظاهرتان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

إحداهما: تكثير سواد البطن، حتى وسع هذا العدد.

والأخرى: تكثير الصاع ولحم الشاة، حتى أشبعهم أجمعين، وفضلت منه فضلة حملوها؛ لعدم حاجة أحد إليها.

وفيه: مواساة الرفقة، فيما يعرض لهم: من طرفة وغيرها، وأنه إذا غاب بعضهم خبئ نصيبه. انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية