السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5044 باب صلاة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، حتى انتفخت قدماه.

وقوله: أفلا أكون عبدا شكورا؟

وقال النووي: ( باب إكثار الأعمال، والاجتهاد في العبادة).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 162 جـ 17، المطبعة المصرية

[عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى انتفخت قدماه، فقيل له: أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدا شكورا ].


(الشرح)

(عن المغيرة بن شعبة) رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم: صلى، حتى انتفخت قدماه). وفي رواية: "حتى ورمت قدماه".

[ ص: 34 ] وفي حديث عائشة: "كان إذا صلى؛ قام حتى تفطرت رجلاه". أي: تشققت. قالوا: ومنه "فطر الصائم، وأفطره"؛ لأنه خرق صومه، وشقه.

(فقيل له: أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدا شكورا؟") قال عياض: "الشكر": معرفة إحسان المحسن، والتحدث به. وسميت "المجازاة على فعل الجميل": "شكرا": لأنها تتضمن الثناء عليه. وشكر العبد لله تعالى: اعترافه بنعمه، وثناؤه عليها، وتمام مواظبته على طاعته.

وأما شكر الله تعالى أفعال عباده: فمجازاته إياهم عليها، وتضعيف ثوابها، وثناؤه بما أنعم به عليهم. فهو المعطي والمثني، سبحانه.

"والشكور" من أسمائه سبحانه وتعالى: بهذا المعنى. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية