السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4253 (باب منه)

وهو في النووي، في: (باب إثبات الحوض).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 61 جـ 15، المطبعة المصرية

[عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أمامكم حوضا [ ص: 47 ] ما بين ناحيتيه كما بين جرباء وأذرح "

وفي رواية أخرى عن ابن المثنى "حوضي".

وفي رواية: "قال عبيد الله: فسألته، فقال: قريتين بالشأم بينهما مسيرة ثلاث ليال، وفي حديث ابن بشر ثلاثة أيام " ].


(الشرح)

(عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ (عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: إن أمامكم) بفتح الهمزة. أي: قدامكم: (حوضا؛ ما بين ناحيتيه: كما بين جرباء وأذرح).

أما "جربا": فبفتح الجيم، وسكون الراء، ثم باء، ثم ألف مقصورة. قال النووي: هذا هو الصواب المشهور. وكذا قيده الحازمي، في كتابه: "المؤتلف في الأماكن". وكذا ذكرها عياض، وصاحب المطالع، والجمهور.

وقال القاضي، وصاحب المطالع: ووقع عند بعض رواة البخاري ممدودا. قالا: وهو خطأ.

وقال صاحب التحرير: هي بالمد، وقد تقصر.

[ ص: 48 ] قال الحازمي: كان "أهل جربا" يهودا، كتب لهم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم الأمان، لما قدم عليه "لحية بن رؤبة"؛ صاحب أيلة: بقوم منهم، ومن أهل أذرح؛ يطلبون الأمان.

قال الرشاطي: "الجرباء" على لفظ تأنيث "الأجرب": قرية بالشام.

"وأذرح" بفتح الهمزة، وسكون الذال، وضم الراء، ثم حاء. قال النووي: هذا هو الصواب المشهور، الذي قاله الجمهور.

قال عياض، وصاحب المطالع: ورواه بعضهم بالجيم. قالا: وهو تصحيف لا شك فيه. وهو كما قالا: وهي مدينة في طرف الشام، في قبلة الشويك. بينها وبينه: نحو نصف يوم. وهي في طرف "الشراة" بفتح الشين. في طرفها الشمالي..

وتبوك في قبلة "أذرح". بينهما نحو أربع مراحل. وبين تبوك ومدينة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: نحو أربع عشرة مرحلة. انتهى.

قال ابن الأثير، في (النهاية): هما - يعني "جرباء وأذرح" -: قريتان بالشام، بينهما: مسيرة ثلاث ليال. وهذا الذي قاله "ابن [ ص: 49 ] الأثير" تعقبه الصلاح العلائي، فقال: هذا غلط. بل بينهما: غلوة سهم، وهما معروفتان بين القدس، والكرك. ولا يصح التقدير بالثلاث، لمخالفتها الروايات. وقد قال الحافظ الضياء المقدسي؛ "في جزئه في الحوض": إن في سياق لفظها غلطا، لاختصار وقع في سياق الحديث، من بعض الرواة. ثم ساقه من حديث أبي هريرة. وأخرجه من فوائد عبد الكريم الديرعاقولي: بسند حسن، إلى أبي هريرة، مرفوعا؛ في ذكر الحوض، فقال فيه: "عرضه مثل ما بينكم، وبين جرباء وأذرح". قال الضياء: فظهر بهذا: أنه وقع في حديث ابن عمر حذف؛ تقديره: "كما بين مقامي، وبين جرباء وأذرح". فسقط: "مقامي وبين". وقال العلائي: ثبت المقدر المحذوف؛ عند الدارقطني وغيره، بلفظ: "ما بين المدينة، وجرباء وأذرح". انتهى.

(وفي رواية) أخرى؛ عن ابن مثنى: "حوضي".

وفي رواية: (قال عبيد الله: فسألته)، يعني: نافعا (فقال: [ ص: 50 ] قريتين بالشام، بينهما: مسيرة ثلاث ليال).

وفي رواية؛ أي في حديث ابن بشر: (ثلاثة أيام).

وزاد في رواية أخرى: "فيه أباريق: كنجوم السماء، من ورده فشرب منه: لم يظمأ بعدها أبدا.

التالي السابق


الخدمات العلمية