السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4329 (باب منه)

وهو في النووي، في: (الباب السابق).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 98، 99 جـ 15، المطبعة المصرية

[حدثنا عاصم عن عبد الله بن سرجس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما أو قال: ثريدا، قال: فقلت له: أستغفر لك النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولك. ثم تلا هذه الآية [ ص: 78 ] واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات قال: ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان كأمثال الثآليل ]
(الشرح)

(عن عبد الله بن سرجس) رضي الله عنه: (قال: رأيت النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم، وأكلت معه: خبزا ولحما - أو قال: ثريدا - قال: فقلت له: أستغفر لك النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم؟ قال: نعم. ولك. ثم تلا هذه الآية: واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات .

قال: ثم درت خلفه، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، عند ناغض كتفه اليسرى). "ناغض": بالنون، والغين والضاد المعجمتين. والغين مكسورة.

قال الجمهور: النغض، والنغض، والناغض: أعلى الكتف. وقيل: هو العظم الرقيق، الذي على طرفه. وقيل: ما يظهر منه، عند التحرك.

(جمعا): بضم الجيم، وإسكان الميم. معناه: أنه "كجمع الكف". وهو صورته بعد أن تجمع الأصابع، وتضمها.

[ ص: 79 ] (عليه خيلان): بكسر الخاء، وإسكان الياء: (جمع خال).

وهو الشامة في الجسد.

(كأمثال الثآليل) جمع: "ثؤلول". قال في الفتح: قد وردت في صفة خاتم النبوة: أحاديث متقاربة؛ منها: عن جابر: "كأنه بيضة حمامة".

وفي رواية ابن حبان: "كبيضة نعامة". وقد تبين من رواية مسلم: أنها غلط، من بعض رواته.

وعند ابن حبان؛ من حديث ابن عمر: "مثل البندقة، من اللحم". وعند الترمذي: "كبضعة ناشزة، من اللحم". وعند قاسم بن ثابت؛ من حديث قرة بن إياس: "مثل السلعة".

وأما ما ورد، من أنها كانت: "كأثر المحجم"، و"كالشامة السوداء"، أو "الخضراء"، أو مكتوب عليها: "محمد رسول الله" أو "سر فأنت المنصور"، ونحو ذلك: فلم يثبت منها شيء.

وقد أطنب الحافظ: "قطب الدين"، في استيعابه، في "شرح السيرة". وتبعه مغلطائي، في "الزهر الباسم"، ولم يبين شيئا من [ ص: 80 ] حالها. والحق ما ذكرته. ولا تغتر بما وقع منها في "صحيح ابن حبان"، فإنه غفل حيث صحح ذلك. والله أعلم.

قال القرطبي: اتفقت الأحاديث الثابتة: على أن خاتم النبوة، كان شيئا بارزا، أحمر، عند كتفه الأيسر. قدره (إذا قلل): "قدر بيضة الحمامة". "وإذا كبر": "جمع اليد".

قال السهيلي: وضع خاتم النبوة، عند نغض كتفه، صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه معصوم من وسوسة الشيطان. وذلك الموضع، منه يدخل الشيطان.

التالي السابق


الخدمات العلمية