السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4324 باب: في شيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وذكره النووي، في: (الباب السابق).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي، ص 97 جـ 15، المطبعة المصرية

[عن أبي جحيفة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض قد شاب كان الحسن بن علي يشبهه .

وفي رواية أخرى: " رأيت هذه منه بيضاء" ووضع زهير بعض أصابعه على عنفقته.

وفي حديث جابر، عند مسلم: "سئل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كان إذا دهن رأسه لم ير منه شيء وإذا لم يدهن رئي منه " ].


[ ص: 87 ] (الشرح)

قال النووي: أما اختلاف الرواية في قدر شيبه؛ فالجمع بينها: أنه رأى شيبا يسيرا.

فمن أثبت شيبه: أخبر عن ذلك اليسير.

ومن نفاه: أراد أنه لم يكثر فيه. كما قال في رواية: "لم يشتد الشيب". أي: لم يكثر. ولم يخرج شعره عن سواده وحسنه. كما في رواية أخرى: "لم ير من الشيب، إلا قليلا".

قال في الفتح: وفي حديث أنس، عند ابن أبي خيثمة: "شاب رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "عشرين شعرة ههنا، يعني العنفقة". وعند ابن راهويه، وابن حبان، والبيهقي، من حديث ابن عمر: "كان شيب رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: عشرين شعرة بيضاء، في مقدمه".

[ ص: 88 ] قال: وقد اقتضى حديث عبد الله بن بسر: "أن شيبه، كان لا يزيد على عشر شعرات"، لإيراده بصيغة: "جمع القلة". لكن خص ذلك: بعنفقته. فيحتمل الزائد على ذلك: في صدغيه. كما في حديث البراء".

لكن وقع عند "ابن سعد" بإسناد صحيح؛ عن حميد عن أنس، في أثناء حديث: قال: ولم يبلغ ما في لحيته من الشيب: عشرين شعرة. قال محمد - وأومى إلى عنفقته -: سبع عشرة". وقد روى ابن سعد أيضا: بإسناد صحيح، عن ثابت، عن أنس: "قال: ما كان في رأس النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ولحيته: إلا سبع عشرة، أو ثماني عشرة". ولابن أبي خيثمة، من حديث حميد عن أنس: "لم يكن في لحيته، صلى الله عليه وآله وسلم: عشرون شعرة بيضاء. قال حميد: كن سبع عشرة".

[ ص: 89 ] وفي مسند عبد بن حميد من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس: "ما عددت في رأسه ولحيته: إلا أربع عشرة شعرة". وعند ابن ماجة من وجه آخر، عن أنس: "إلا سبع عشرة، أو عشرين شعرة".

وروى الحاكم في المستدرك، عن أنس: "قال: لو عددت ما أقبل علي من شيبه، في رأسه ولحيته: ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة شيبة".

وفي حديث الهيثم بن زهير: "ثلاثون عددا". انتهى ما في الفتح.

وبالجملة؛ كان شيبه، صلى الله عليه وآله وسلم أقل قليل، في غاية القلة. ولم يبلغ حد الشيب المتعارف، الذي يقال لصاحبه: "شيخ". والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية