السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4284 باب: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أشد حياء من العذراء في خدرها

وقال النووي: ( باب كثرة حيائه، صلى الله عليه وآله وسلم).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص77، 78 جـ 15، المطبعة المصرية

[عن قتادة قال: سمعت عبد الله بن أبي عتبة يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه ].


(الشرح)

(عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه؛ (قال: كان رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: أشد حياء من العذراء، في خدرها).

"العذراء": البكر؛ لأن عذرتها باقية. وهي جلدة البكارة. "والخدر": ستر يجعل للبكر، في جنب البيت. فيه: فضيلة الحياء، وهو من شعب الإيمان، وهو خير كله. ولا [ ص: 96 ] يأتي إلا بخير. وهو محثوث عليه، ما لم ينته إلى الضعف والنخو.

قال في الفتح: هو من باب التتميم؛ لأن العذراء في الخلوة: يشتد حياؤها، أكثر مما تكون خارجة عنه، لكون الخلوة: مظنة وقوع الفعل بها. فالظاهر: أن المراد: تقييده بما إذا دخل عليها في خدرها، لا حيث تكون منفردة فيه.

ومحل وجود الحياء منه، "صلى الله عليه وآله وسلم": في غير حدود الله. ولهذا قال للذي اعترف بالزنا: "أنكتها"؟ لا يكني.

وأخرج البزار هذا الحديث، من حديث أنس. وزاد في آخره: "وكان يقول: الحياء خير كله". وأخرج من حديث ابن عباس؛ قال: "كان رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: يغتسل من وراء الحجرات. وما رأى أحد عورته قط". وإسناده حسن.

(وكان إذا كره شيئا: عرفناه في وجهه). أي: لا يتكلم به لحيائه، بل يتغير وجهه، فنفهم نحن كراهته. قاله النووي.

وعبارة الفتح: أنه لم يكن يواجه أحدا بما يكرهه، بل يتغير وجهه: [ ص: 97 ] فيفهم أصحابه كراهيته لذلك. انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية