السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4367 باب في فضل إبراهيم الخليل، عليه السلام

وقال النووي: (باب من فضائل إبراهيم الخليل).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 121 جـ 15، المطبعة المصرية

[عن أنس بن مالك قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا خير البرية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك إبراهيم عليه السلام ].


(الشرح)

قال النووي: قال العلماء: إنما قال صلى الله عليه وآله وسلم، هذا: تواضعا واحتراما لإبراهيم، لخلته وأبوته. وإلا، فنبينا صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل. كما قال: "أنا سيد ولد آدم". ولم يقصد به: الافتخار، ولا التطاول: على من تقدمه. بل قاله بيانا لما أمر ببيانه [ ص: 178 ] وتبليغه. ولهذا قال: "ولا فخر"، لينفي ما قد يتطرق إلى بعض الأفهام السخيفة.

وقيل: يحتمل أنه صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: هذا، قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم.

فإن قيل: التأويل المذكور ضعيف؛ لأن هذا خبر، فلا يدخله خلف ولا نسخ: فالجواب أنه لا يمتنع أنه أراد أفضل البرية، الموجودين في عصره، وأطلق العبارة الموهمة للعموم؛ لأنه أبلغ في التواضع. وقد جزم صاحب التحرير بمعنى هذا، فقال: المراد: أفضل برية عصره.

وأجاب عياض عن التأويل الثاني: بأنه وإن كان خبرا، فهو مما يدخله النسخ من الأخبار؛ لأن الفضائل يمنحها الله تعالى لمن يشاء. فأخبر بفضيلة إبراهيم الخليل، إلى أن علم تفضيل نفسه: فأخبر به. ويتضمن هذا: جواز التفاضل بين الأنبياء، "عليهم السلام".

ويجاب عن حديث النهي عنه: بالأجوبة السابقة، في أول كتاب الفضائل. انتهى.

[ ص: 179 ] قلت: "إبراهيم" هو ابن آزر، واسمه: "تارح"، بن "ناحور"، بن "شاروخ"، بن"راغوء)، بن "فالخ"، بن "عيبر) ". ويقال: "عابر" بن "شالخ" بن "أرفخشد") بن "سام" بن "نوح".

قال في الفتح: لا يختلف جمهور أهل النسب، ولا أهل الكتاب: في ذلك، إلا في النطق ببعض هذه الأسماء. نعم. ساق "ابن حبان" في أول تاريخه خلاف ذلك. وهو شاذ. انتهى.

قال الثعلبي: كان بين مولد إبراهيم "عليه السلام" وبين الطوفان: ألف سنة، ومائتا سنة، وثلاث وستون سنة، وذلك بعد خلق آدم "عليه السلام": بثلاثة آلاف سنة، وثلاثمائة سنة، وسبع وثلاثين سنة.

وقال ابن هشام: لم يكن بين نوح وإبراهيم، عليهما السلام: إلا [ ص: 180 ] هود، وصالح. وكان بين إبراهيم وهود: ستمائة سنة، وثلاثون سنة. وبين نوح وإبراهيم: ألف سنة، ومائة وثلاث وأربعون سنة. انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية