السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4368 باب اختتان إبراهيم عليه السلام

وهو في النووي، في: (الباب المتقدم).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 122 جـ 15، المطبعة المصرية

[عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم ].


(الشرح)

قال النووي: رواة مسلم: متفقون على تخفيف القدوم. ووقع في روايات البخاري: الخلاف في تشديده، وتخفيفه. قالوا: وآلة النجار، يقال لها: قدوم. بالتخفيف لا غير. وأما "القدوم" مكان بالشام: ففيه التخفيف.

قلت: وأنكر يعقوب بن شيبة: التشديد أصلا.

[ ص: 181 ] وقيل: "القدوم": قرية بالشام، أو ثنية بالسراة. وقال في "القاموس": قرية بحلب، وموضع بنعمان، وجبل بالمدينة، وموضع اختتن فيه إبراهيم عليه السلام. وقد تشدد داله.

و"ثنية" في جبل ببلاد دوس، وحصون باليمن. انتهى.

قال النووي: فمن رواه بالتشديد: أراد القرية. ومن رواه بالتخفيف: يحتمل القرية، والآلة. والأكثرون على التخفيف، وعلى إرادة الآلة.

قال: وهذا الذي وقع هنا: وهو ابن ثمانين سنة. هو الصحيح.

ووقع في الموطأ. "وهو ابن مائة وعشرين سنة": موقوفا على أبي هريرة. وهو متأول، أو مردود. انتهى.

قلت: لعل الغلط فيه، إنما جاء من قبل زمن الاختتان. وإلا فالعدد صحيح، باعتبار سن الوفاة. ولا حاجة إلى التأويل، ولا إلى الرد، كما قيل. وما في الصحيح: أصح. ولبيان حكم مسألة الاختتان: موضع [ ص: 182 ] آخر. وذكره النووي في أوائل "كتاب الطهارة". في خصال الفطرة، فراجع إليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية