السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4384 باب في ذكر زكريا عليه السلام

وعبارة النووي : (باب من فضل زكريا صلى الله عليه وسلم)

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 135 ج 15 ، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان زكرياء نجارا ") .


(الشرح)

(عن أبي هريرة ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال : كان زكريا النبي ، عليه السلام ، وفيه لغات: المد ، والقصر ، وزكري بالتشديد ، والتخفيف ، وزكر كعلم. (نجارا) .

[ ص: 248 ] قال النووي : فيه : جواز الصنائع ، وأن النجارة لا تسقط المروءة ، وأنها صنعة فاضلة .

قال: وفيه : فضيلة لزكريا ، عليه السلام ، فإنه كان صانعا، يأكل من كسبه . وقد ثبت قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "أفضل ما أكل الرجل : من كسبه ، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" . انتهى.

قلت : وقد عاب جهلة الناس ، في هذه الأعصار والأمصار : فعل الصنائع ، وعمل الأيدي : اللذين هم أخلاق الأشراف ، ورأوا ذلك من الأحوال الخسيسة ، والأفعال الوضيعة ، والأعمال الردية . وهذا جهل منهم عظيم ، وسوء أدب مع الأنبياء عليهم السلام ، وسلف هذه الأمة وأئمتها الكرام ، فإنهم اشتغلوا بكسب اليد ، وأنواع الحرف ، وأصناف التجارة ، ولم ينكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا أحد من الخلفاء الراشدين ، وأهل البيت المهديين . بل كانوا بأنفسهم وأموالهم مشتغلين بذلك . هذه كتب السنن المطهرة بين يديك ، تهديك إلى هذا المقام .

التالي السابق


الخدمات العلمية