السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4362 باب ذكر عيسى ، عليه السلام

وقال النووي : (باب فضائل عيسى صلى الله عليه وسلم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 119 ج15 المطبعة المصرية

(عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث، منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، في الأولى، والآخرة" .

قالوا: كيف؟ يا رسول الله! قال: "الأنبياء: إخوة من علات،
وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد. فليس بيننا نبي"
)
[ ص: 251 ] (الشرح)

(عن أبي هريرة ، رضي الله عنه: قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا أولى الناس بعيسى بن مريم : في الأولى والآخرة) أي أخص به ، لما يأتي . وهذا كقوله سبحانه : إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه .

(قالوا : كيف يا رسول الله ؟! قال : الأنبياء إخوة من علات) بفتح العين وتشديد اللام (وأمهاتهم شتى) .

قال أهل العلم : "العلات" : هم الإخوة لأب ، من أمهات شتى .

وأما الإخوة من الأبوين ، فيقال لهم : "أولاد الأعيان" .

(ودينهم واحد) المراد به : أصول التوحيد ، وأصل طاعة الله تعالى "وإن اختلفت صفتها" .

(فليس بيننا نبي) . وفي رواية : "أنا أولى الناس بابن مريم : الأنبياء أولاد علات ، وليس بيني وبينه نبي" .

قال جمهور العلماء : معنى الحديث : أصل إيمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة ، فإنهم متفقون في أصول التوحيد . وأما فروع الشرائع : فوقع فيها الاختلاف.

التالي السابق


الخدمات العلمية