السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4363 [ ص: 252 ] باب مس الشيطان كل مولود ، إلا مريم وابنها ، عليهما السلام

وهو في النووي ، في (الباب المتقدم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 120 ج 15، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما من مولود يولد، إلا نخسه الشيطان، فيستهل صارخا من نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه" ثم قال أبو هريرة: اقرءوا -إن شئتم-: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم .


(الشرح)

عن أبي هريرة ، رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال : ما من مولود يولد ، إلا نخسه الشيطان) .

وفي البخاري : "إلا يمسه الشيطان حين يولد" .

وفي (باب صفة إبليس ، منه) : "كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه بإصبعه، حين يولد" . وفي لفظ : "ذهب يطعن فطعن في [ ص: 253 ] الحجاب ، أو في المشيمة ، التي فيها الولد" .

(فيستهل صارخا من نخسة الشيطان) . وهذا ابتداء تسليطه .

(إلا ابن مريم وأمه) . قال القرطبي : فحفظ الله "مريم وابنها" منه : ببركة دعوة أمها "حنة" ، كما أشار إليه أبو هريرة ؛ بقوله الآتي.

قلت : وفي رواية أخرى عنه، عند مسلم ؛ بلفظ : "كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه ، إلا مريم وابنها" .

وفي رواية : "صياح المولود - حين يقع - نزغة من الشيطان" .

وقال النووي : هذه فضيلة ظاهرة . وظاهر الحديث : اختصاصها بعيسى وأمه . واختار عياض : أن جميع الأنبياء يتشاركون فيها.

[ ص: 254 ] (ثم قال أبو هريرة : اقرأوا-إن شئتم- وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم : المطرود. ولم يكن لها ذرية : غير عيسى "عليه السلام" .

التالي السابق


الخدمات العلمية