السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4404 [ ص: 293 ] (باب منه)

وذكره النووي ، في (الباب المذكور) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 160 ج 15، المطبعة المصرية

(عن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم، إذ رأيت قدحا، أتيت به، فيه لبن، فشربت منه، حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: "العلم" ) .


(الشرح)

(عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ؛ عن رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم ؛ أنه قال: بينا أنا نائم ، إذ رأيت قدحا أتيت به ، فيه لبن . فشربت منه ، حتى إني لأرى الري) بكسر الراء ، وتشديد الياء . (يجري في أظفاري) . ورؤية الري : على طريق الاستعارة . كأنه لما [ ص: 294 ] جعل الري جسما ، أضاف إليه ما هو من خواص الجسم ، وهو كونه مرئيا . قاله في الفتح .

(ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب . قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟! قال: العلم) ، وذلك من جهة اشتراك "العلم واللبن" في كثرة النفع ؛ فاللبن للغذاء البدني . والعلم للغذاء المعنوي .

وعبارة النووي : اللبن : غذاء الأطفال ، وسبب صلاحهم ، وقوت للأبدان بعد ذلك . والعلم : سبب لصلاح الآخرة والدنيا . انتهى.

قلت : وفيه دلالة على كون عمر ذا علم . وهذا يرد على الرافضة في طعنهم إياه : بقلة العلم . وقد جمع "صاحب إزالة الخفاء" جزءا كاملا من فتاواه ، رضي الله عنه . كلها يدل على غاية علمه ، وسعة فهمه ، وتمام فقهه . فلحا الله هؤلاء المبتدعة؛ إلى أين ذهبت بهم تعصباتهم الفاسدة ، ومجازفاتهم الكاسدة ؟! عصمنا الله تعالى عن ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية