السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4411 [ ص: 306 ] (باب منه)

وذكره النووي ، في (الباب المتقدم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 166 ج 15، المطبعة المصرية

(عن أبي سلمة، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه كان يقول: "قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون. فإن يكن في أمتي منهم أحد: فإن عمر بن الخطاب منهم" قال ابن وهب: تفسير "محدثون" ملهمون) .


(الشرح)

"المحدث" : بتشديد الدال المفتوحة . واختلف أهل العلم في تفسيره؛ فقال ابن وهب ما ذكر .

وقيل : مصيبون . وإذا ظنوا : فكأنهم حدثوا بشيء، فظنوا .

وقيل : تكلمهم الملائكة .

وجاء في رواية : "متكلمون" .

[ ص: 307 ] وفي حديث أبي هريرة ، عند البخاري ، يرفعه : "لقد كان فيمن كان قبلكم ، من بني إسرائيل : رجال يكلمون ، من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد؛ فعمر" .

"ويكلمون" بفتح اللام المشددة ، معناه : تكلمهم الملائكة . أو المعنى : يكلمون في أنفسهم ، وإن لم يروا متكلما في الحقيقة ، وحينئذ يرجع الكلام "إلى الإلهام" .

وإذا ثبت : أن هذا وجد في غير هذه الأمة المفضولة ، فوجوده في هذه الأمة الفاضلة أحرى .

وقيل : يلقى في روعهم الشيء، قبل الإعلام به ، فيكون كالذي حدثه غيره به .

وقال البخاري : "يجري الصواب على ألسنتهم" . يعني : من غير قصد .

وفي رواية : "ناس محدثون) . والمعاني متقاربة .

وفي هذا الحديث : إثبات كرامات الأولياء .

وإسناد هذا الحديث : مما استدركه الدارقطني على " مسلم " ، فقال : المشهور فيه : "عن أبي سلمة ، قال: بلغني أن رسول الله صلى [ ص: 308 ] الله عليه وآله وسلم ، قال : الخ" .

وأخرجه البخاري من هذا الطريق : عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة.

والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية