السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4413 (باب منه)

وهو في النووي ، في (الباب السابق) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 197 ج 15 ، المطبعة المصرية

(عن نافع، عن ابن عمر، قال: لما توفي عبد الله بن أبي "ابن سلول" جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه [ ص: 310 ] وسلم، فسأله: أن يعطيه قميصه أن يكفن فيه أباه، فأعطاه ثم سأله: أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليصلي عليه، فقام عمر: فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أتصلي عليه، وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما خيرني الله، فقال: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة [9 التوبة : 80] وسأزيد على سبعين" .

قال: إنه منافق. فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنزل الله، عز وجل: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره
" [ 9 التوبة : 84]) .


(الشرح)

(عن ابن عمر) رضي الله عنهما ؛ (قال : لما توفي عبد الله بن أبي ابن سلول) هكذا صوابه : أن يكتب "ابن سلول" بالألف ، ويعرب بإعراب "عبد الله" ، فإنه وصف ثان له ، لأنه "عبد الله بن أبي" ، وهو "عبد الله ابن سلول" أيضا . "فأبي" : أبوه "وسلول" : أمه. فنسب إلى أبويه جميعا ، ووصف بهما . وقد سبق بيان نظائره في الكتاب ، في مواضع .

(جاء ابنه ، عبد الله بن عبد الله : إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فسأله : أن يعطيه قميصه ، أن يكفن فيه أباه ، فأعطاه) .

[ ص: 311 ] قيل : إنما أعطاه قميصه ، وكفنه فيه : تطييبا لقلب ابنه ، فإنه كان صحابيا صالحا . وقد سأل ذلك ، فأجابه إليه .

وقيل : مكافأة لعبد الله المنافق ، الميت ، لأنه كان ألبس "العباس" حين أسر يوم بدر قميصا .

وفي هذا بيان عظيم مكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فقد علم ما كان من هذا المنافق من الإيذاء ، وقابله بالحسنى ، فألبسه قميصا كفنا . وصلى عليه ، واستغفر له . قال تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم .

(ثم سأله : أن يصلي عليه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ليصلي عليه ، فقام عمر ، رضي الله عنه) ، فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يا رسول الله ! أتصلي عليه ، وقد نهاك الله عز وجل : (أن تصلي عليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "إنما خيرني الله ، فقال : استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم . وسأزيد على سبعين" . قال : إنه منافق . فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فأنزل الله ، عز وجل : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ، ولا تقم على قبره .

[ ص: 312 ] فيه : تحريم الصلاة، والدعاء له بالمغفرة ، والقيام على قبره للدعاء .

وفيه : موافقة الفاروق في منع الصلاة على أهل النفاق ؛ لحكم الله سبحانه وتعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية